الفروقات بين طرق السرد الروائي وكيفية دمجها بمهارة
نبذة عن الكاتبة
بقلم: أسماء ندا
كاتبة روايات مصرية تهتم بعوالم الخيال والدراما الاجتماعية، وتتميز أعمالها بدمج التشويق بالغموض وطرح الأسئلة الإنسانية العميقة. تكتب أسماء ندا بأسلوب يجمع بين السرد السلس واللغة القوية، وتبرع في رسم الشخصيات وبناء العوالم القصصية بطريقة تلامس خيال القارئ ومشاعره. تشتهر بتقديم أعمال تضيف قيمة فكرية وجمالية، مع اهتمام خاص بتطوير أدوات الكتابة الإبداعية، ومن بينها طرق السرد وتقنياته الحديثة.
الفروقات بين طرق السرد الروائي وكيفية دمجها بمهارة
يُعد السرد الروائي أحد أهم أدوات الكاتب في بناء عالمه القصصي وشخصياته وأحداثه. فطريقة السرد لا تحدد فقط شكل الرواية، بل تؤثر مباشرة في تفاعل القارئ وفهمه للحبكة. ولأن الأدب المعاصر أصبح أكثر تنوّعًا ومرونة، بات الدمج بين أكثر من طريقة سردية من أهم المهارات التي تميز الكاتب المحترف. في هذا المقال نستعرض أهم طرق السرد الروائي، والفروقات بينها، وكيفية دمجها بشكل احترافي.
أولًا: السرد بضمير المتكلم
يعتمد هذا الأسلوب على أن يروي البطل أو إحدى الشخصيات الأحداث بصوتها الخاصة باستخدام ضمير "أنا".
- يمنح القارئ قربًا شديدًا من الشخصية.
- يساعد في عرض المشاعر الداخلية بعمق.
- لكن يظل محدودًا برؤية شخص واحد.
ثانيًا: السرد بضمير الغائب (الراوي العليم)
يعتمد على راوٍ خارجي يعرف كل شيء عن الشخصيات والأحداث.
- حرية كاملة في الانتقال بين الأحداث.
- يكشف خفايا جميع الشخصيات.
- قد يضعف الارتباط العاطفي إذا لم يُستخدم بمهارة.
ثالثًا: السرد بضمير المخاطب
يتوجه الراوي إلى القارئ أو الشخصية باستخدام "أنت".
- أسلوب ملفت ومباشر.
- يمنح السرد طابعًا نفسيًا قويًا.
- لكن يصعب استخدامه في رواية كاملة.
رابعًا: السرد المتعدد (تعدد وجهات النظر)
يتم السرد من خلال عدة شخصيات وقد يختلف الضمير من فصل لآخر.
- يعرض الأحداث من زوايا متعددة.
- يُثري الحبكة ويعمّق الشخصيات.
- يحتاج تنظيمًا واضحًا حتى لا يتشتت القارئ.
كيف يختار الكاتب طريقة السرد المناسبة؟
- طبيعة الرواية ونوعها.
- عدد الشخصيات الفاعلة.
- عمق المشاعر المطلوب إظهاره.
كيفية دمج طرق السرد باحتراف
- الانتقال السلس بين الضمائر: كاستخدام ضمير الغائب لبناء العالم ثم التحول للمتكلم في اللحظات الحساسة.
- تخصيص ضمير لكل شخصية: مثل أن تُروى فصول البطل بضمير "أنا"، بينما تُسرد الأحداث العامة بضمير الغائب.
- استخدام السرد المتعدد: مهم في الروايات البوليسية والمعقدة.
- تمييز لغة كل شخصية: ليظهر اختلاف الشخصيات في التفكير والصوت الداخلي.
- الفصل الواضح بين الساردين: باستخدام عناوين أو أسماء الشخصيات.
خلاصة
السرد الروائي ليس مجرد أداة لغوية، بل هو الهيكل الأساسي الذي تُبنى عليه الرواية. والدمج بين طرق السرد يمنح الكاتب قوة أكبر وقدرة على إظهار أبعاد العمل بشكل أكثر عمقًا وجاذبية. المهم هو الوعي بكيفية استخدام كل طريقة، والحرص على سلاسة الانتقال بينها ليظل القارئ مستمتعًا ومتصلًا بالأحداث دون ارتباك.