google.com, pub-6802150628270214, DIRECT, f08c47fec0942fa0 ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل السادس والاخير
أخر الاخبار

ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل السادس والاخير

ڤايلوت 

ڤايلوت بقلم بسنت نشأت الفصل السادس والاخير

ڤايلوت بقلم بسنت نشأت
 الفصل السادس والاخير 


فى اليوم التالى كان هناك حالة من الهياج فى وسط المبانى الكل يحاول أن يخفى شيئاً أو أن يجمع شيئاً جميع الحواسيب تم إتلافها، وعندما سألت اختى أحدهم عن مكان أمها قال إنها معهم وأن المسألة خاصة ومن أجل حمايتنا وللأفضل علينا المكوث سوياً فى غرفة خاصة منعزلة تماماً ندخلها لأول مرة مجهزة

 بالكامل وكأنها مخبأ سرى أخر من أسرار هذا المكان !.

 تركونا هناك ليوم!، أخذتُ أتمادى فى صمتى واضطرابي واختى ترمقنى بنظراتها، ثم قالت:"هناك شئ ما يحدث أتعرفين شيئاً عن هذا؟!"، تبلم وجهى لبرهة ثم قلت:" لا لا أعرف وصمت قليلاً ثم أكملتُ أجاءت أمى لزيارتك ليل أمس؟!..فقالت: "لا؛ بالأمس قالوا لى أنها متعبة فى غرفتها حين أخذت أبحث عنها،وطلبوا منى أن اتركها تستريح، لم يأذنوا لى للدخول ورؤيتِها!..ثم نظرت إلي فى غضبٍ واكملت ولمَ تسألين هذا.. أهناك ما حدث بينكما؛ معكى ومعاها بالأمس..هل تفوهتى بما يرهقها أو يسبب مشكلة؟!"

اعترفت لها أنى لم أفعل شيئاً خاطئاً هذه المرة وقلت أنها من قد قدِمت لرؤيتى ولكن كان حديثها اشبه 

بالالغاز ونظراتها وأفعالها أشبه بالوداع!. 

ثم تغير صوتها إلى صوت مبحوح ووجهٍ يملئه الكرب وقالت:" إياكى يا ڤايلوت أن تكونى سبب رحيل أمى عنى إلى الأبد مجدداً لن أسامحك، يكفي نظراتك الكارهه لها طوال هذه المدة يكفى امتعاضك وحديثك الدائم بأن هذه ليست أمى..أنا أُفضل أن أعيش فى كذبة على أن أعيش مثل هذه الحقيقة المرة مجدداً"

كان هذا الوجه جديداُ علي، ربما أنى اخطأت وزُل لسانى، يبدو أن ما ممرنا به وهذه التجارب الكثيرة قد غيرت اختى عنى تماماً وأنا لم أدرك حدة الموقف سوى الآن ..لم يكن يفترض بى أن أخبرها بهذا، ولكنى أدركت هذا متأخراً."..جلسنا منعزلين فى قلق وتناولنا ما يمكن تناوله فى الغرفة إلى أن مضى هذا اليوم على حال غير حالنا ولا أعرف كيف مضى !!..

 فى اليوم التالى فتحوا الأبواب وايقظونا من غفوتنا المضطربة كحالنا وقالوا لنا أن التجربة انتهت وأن بإمكاننا الذهاب من حيث أتينا!.

ثم قلنا سوياً "ماذا!!" وعلامات القلق والاستفهام على وجوهنا لا تفارقنا، فكرروا جملتهم السابقة لنا ودفعونا للخارج!.

هذا هو المعنى الحقيقي للنكث بالوعد، أختى طبعاً كانت فى حالة صدمة فهى ليس لديها خبر عما يجرى بالدنيا، ويبدو أن أمي لم تخبر أختي أى شئ مما اخبرتنى إياه ، كنتُ قد جهزت نفسى لمثل هذا الأمر قبل مدة فى الزيارات التى كنت أذهب فيها متسلله إلى خارج المنطقة؛ إلى منزلنا القديم، جمعت ما استطعت جمعه وتركته هناك، يبدو أن الحى الفقير الآن أصبح أكثر أمناً من منطقة المنظمة بعد أن كانت هناك هجمات عنيفة عليهم وفضح متتالى للأسرار الخلفية وراء الجدران؛ وراء هذا الاكتشاف و كيف تتم هذه العملية!؛ يتم تحليل الDNA الخاص بك ويتم نسخ كافة المعلومات الموجودة عليه فى شريط أخر، هذه العملية الخاصة بالنسخ تحدث طبيعياً داخل الخلايا ولكن الفارق هو أن هذه أول مرة يتم استخلاص نسخة بشرية حية وانمائها إلى حين اكتمال الكائن الحى المنسوخ منه كاملاً، الوسط المحيط بالكائن هذا يشابه الرحم تماماً وفترة الاحتضان، غير أنه  يتم مراقبة عملياته الحيوية داخل القوقعة المزروع بها ثم يتم بعدها إنعاشه وشحنه بالمعلومات اللازمة لكى يلائم هذه الحياة الجديدة عليه، ويتم تسريع عملية النمو باستخدام مادة تعرف باسم das F73 يتم ظبتها بدقة لكى تتحكم فيه بحيث يكون الإنسان الجديد فى نفس العمر والمرحلة الإنمائية التى كان عليها المتوفى المنسوخ منه قبل وفاته مباشرة،ً الآن يتم زرع شريحة إلكترونية فيه مملوءه بمجموعة من الأوامر الخاصة بهم والتى لم يكن لأى أحد علم بها أى أنهم يصنعون إنسان آدمى ذو طابع روبوتى يؤدى الغرض الذى يردوه هم، المشكلة حين لا تتوافق الأوامر مع طبيعة نفسه الانسانيه لأن الذى يعانى حقا هو هو، لم يكن لديهم علم بهذا العيب حقا كما يسمونه؛ لذلك كان هناك مشكلة فى التجارب السابقة، الآن ما لا تعرفونه أن من كشف كل هذه المعلومات لاحقاً هى أمي!؛ نفس الشخص الذى اختفى قبل بضعة ايام عبر الشريحة التى زرعوها بها تمكنت من عكس العملية؛ بدلاً من أن تتلقى هى المعلومات عبر الآلات الإلكترونية الموجهه من البشر فى المنظمه لتتحكم بها تمكنت هى من التحكم بها وتطويعها لأعمال تكون خارقة فى نظرنا نحن العاديين كاالاختفاء بالفعل عن طريق التحلل الإلكتروني للبيانات الطبيعية وإعادة جمعها ذاتياً بنفس الطريقة، العملية تبدو مستحيلة وخارقة للوعى لكى اشرحها لكم ولكنها حقا فعلتها هذا المرة، كانت فى حاله اكتئاب أخر مرة جاءتني فيها لأنها كانت تصارع نفسها، كانت مستعصية كان على المنظمة أن تعيد برمجتها بالكامل لم يكن لديهم علم بما دار، فهى كانت قد استخدمت قواها وتمكنت منها لتشوش عليهم وتمنع رؤيتهم وسمعاهم لها،

هى الآن فى اقصى قواها ومستعدة لتحرقهم جميعا؛ً لأنه أثناء احتراقها عرفت حتى الاسوأ، أن هذه الحوادث التى حصلت للسابقين والذين تم استنساخهم لاحقاً كانت حوادث مدبرة من قبل المنظمة فقط؛ لأنهم وجدوا نتائج تحاليل البشر السابقين ملائمة لنتائج بحثهم عند محاولة إنماءها؛ ولكن لكى تنجح خطتهم كان لابد من ذريعه لكى يصدروا لنا هذه الفكرة ويقنعونا بها وقد كان هذا عن طريق تظاهرهم بالمحبة وأنهم يقومون بمعروف لنا بأن يعطوننا نسخ احباءنا الذين فقدناهم؛ كُنا مخدوعين جميعاً، وكانت صدمة كل هذه المعلومات فى آن واحد هائلة علينا، بالنسبة للمنظمة كانت القيامة!، لم يستطيعوا التكتم على الخبر وانتشر سريعاً، جاءتهم أوامر عليا أن يدمروا كل شئ؛ يحرقوا كل الأدلة حتى لا يظهروا مذنبين أكثر من ذلك وسط الاحتجاج العالى للناس فقدت المنظمة تمويلها ومُنعت صلاحيتها وسقطت، الآن اختفت هذه الحقبة، الآن الشوارع عارمة بالدمار وسط هذه الأحداث..

 البناء كإعادة الإحياء تماماً يتطلب وقتاً وجهداً وصبراً كى تكون هناك نتائج؛ وقفنا صامدين نتطلع لأمل جديد

 خالى من التحكمات، والكثير من التقدير لأحبائنا الذين كنا قد فقدناهم، والقليل من الخوف .

الطريق امامنا مجهول ولكننا سائرون فيه مُسيرون بدون اختيار وهمى وأمل زائف، فقط نأمل ونتطلع للقادم من عالمنا، وهذه المرة نحن أكثر يقظة لما سيحدث مستقبلاً؛  لأنه لنا .

لم ألقاها مجدداً لا أعرف ماذا حدث لها، ولكن كان لها الفضل الكبير لى وللعالم؛ هى كانت أمى!. 

للمرة الأولى أحس بهذه الكلمة وأقولها عنها حقا؛ لأن العمل الذى قامت به لا يُقام إلا بالحب والتضحية ربما عرضت نفسها للخطر ولكنها أنقذتنا جميعاً، هو يبدو لى هذه المرة وكأنه فعل أمى، يبدو أن التجربة نجحت فى النهاية وخالفت توقعاتى وآرائى السابقة عنها، ولكن البشر فشلوا؛ هم أعلو مصلحتهم تماماً على حساب الآخر، ولكن تعلمنا من الأله البشرية أنه لا أحد أفضل من الآخر ...

"فلربما يكون المُخلص هو آخر من ظننت أن فيه طريق النجاة".


تمنيت أن اقابلها مرة أخيرة واحدة فقط لأقول لها كلمة واحدة، فقد لا ينطق لسانى بكل الكلمات التى تجول فى خاطرى، فقط أردت أن أقول لها "شكرا لكى".


الخاتمة 


الإنسان لا يكون إنساناً بدون إرادته الحرة بدون سر الحياة والطاقة الممنوحة له، كيف تقنعونا أنكم تمنحونا الحياة وفرصة جديدة وأنتم فى ذات الوقت تناسيتم السر الالهى، السر الروحى، وما يجعلنا بشر. 

نحن نملك حرية الاختيار حرية اتخاذ القرار، إذا كان هناك شيئا تعلمته من هذه الحكاية هو أن الحياة لنا جميعاً، ونحن لها جميعاً؛ لأن بعض الناس بحياتهم يمنحوننا الحياة جميعاً وبعضهم يموت فقط لكى نحيا نحن!، إذا فهمنا هذا المنطق لن نحاول أن نغيره ونخلق موازين جديدة؛ فالحياة موزونة بالفعل، وهى تفقد اتزانها عندما نجابهها نحن، والمثير للسخرية أننا حين نجابهها لا نعلم أننا فقط نجابه أنفسنا لا شئ اخر، 

القدر قد كتب مسبقاً لأنك بالفعل تقوم به.. 

ما حدث معى كان قدرى وأنا قد اخبرتكم به لكى تقرروا أنتم إن كنتم تريدون شيئاً كهذا أن يحدث ويقلب حياتكم، إن كنتم تريدون مطلب كهذا أم لا فهذا لكم لتقرروه.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-