google.com, pub-6802150628270214, DIRECT, f08c47fec0942fa0 رواية رواية: عهد × بقلم حنين رشدى الفصل العاشر الاخير من الجزء الاول
أخر الاخبار

رواية رواية: عهد × بقلم حنين رشدى الفصل العاشر الاخير من الجزء الاول

 رواية: عهد ×

رواية رواية: عهد × بقلم حنين رشدى الفصل العاشر الاخير من الجزء الاول

 رواية رواية: عهد × بقلم حنين رشدى
 الفصل العاشر الاخير من الجزء الاول 
 حين ينطق الحجر


> "القرآن مش للحفظ… ده للسلاح.

واللي خلق النور… خلقه عشان يحرق اللي عبدوا الظل."





---


الليل كان ميت.

بس الهوا كان بيزقّه بالحيل، كأن في حاجة بتحاول تصحّيه بالعافية.


سيف واقف قدام البرج...

بس البرج ما بقاش رماد.

بقى حي.

بيتكوّر ويتفك، يتنفس ويصرخ.


السماء لونها أسود، لكن فيها شقّ أحمر، كأنه جرح في جلد السما نفسها.

والأرض مش ثابتة…

كل ما ياخد خطوة، التراب بيقول "ارجع!"


لكنه ما رجعش.

فتح المصحف الصغير اللي كان في جيبه، نفس المصحف اللي أبوه إداهوله وهو طفل.

أول ما فتحه…

البرج زأر.


طلع صوت من قلبه… من قلب الورق:


> "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا…"




الصوت دخل جوّاه، ومجرد ما نطق الآية،

كل اللي حوالين البرج اتشل.



---


لكن فجأة…

طلع صوت من الأرض.


مش نمار.

ولا ماران.


كان صوت "السبعة".

الكيانات اللي حافظت على اللعنة دي لقرون.

كل واحد منهم له اسم زي الجرح:


زاغرون — شَحَات الصمت.

بالموزاك — عابد الدم.

نيموث — أبو العين الواحدة.

كازيم — طيف الحلم الكاذب.

آلشار — راصد الغدر.

أمهود — قاطع العهد.

شِعَال — ساحر الولادة.


خرجوا كلهم من قلب البرج،

أشكالهم مش بشر، ولا شيطان…

كأن الخوف نفسه لبس جسم.

كل واحد منهم بيتكلم بلغات مش مفهومة، لكن العقل بيفهمها… ويحسّها زي خنجر.


سيف وقف لوحده.

المصحف في إيده…

والأرض بتفتح تحت رجله.


قال بصوت عالي:


ـ "إنتو بتخوفونا بالحزن…

بس القرآن علمنا إن ربنا أقرب من حبل الوريد!"


وصرخ:


> "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ!"




كل ما قال آية… واحد منهم وقع.

صوتهم بقى زي صوت مرايات بتتكسر في صحراء.


إبرار ظهرت…

لكن مش بجسمها.

بصوتها.

صوتها طالع من البرج، من الحجر، من الريح:


ـ "سيف… لو الآيات وقعتهم… افتح الباب الأخير!"


قال:

ـ "وإنتي؟!"


ردت:

ـ "أنا بقيت في كل آية…

بس إنت اللي لازم تقول آخر كلمة."



---


وفتح المصحف على آخر ورقة.

الورقة كانت سودة…

لكن مكتوب فيها كلمة واحدة:


"عهد."


نطقها بصوت عالي.


وفجأة…

البرج ولع.

السماء نزلت نور.

الأرض صرخت.

الشياطين اتحرقوا… مش بالنار،

لكن بالصمت.


الصمت اللي بين كل آية…

السكوت اللي فيه يقين…

مش خوف.



---


سيف وقع على الأرض.

ماكانش قادر يتنفس.

بس شاف حاجة…


شاف إبرار.

لأول مرة…

بجسمها.


لابسة أبيض.

وعينيها فيها نور غريب.

مش نور سماوي.

نور عارف.


قالت له:

ـ "أنا موجودة.

بس اللعنة… نايمة.

وهتصحى لما العالم ينسى… إن القرآن مش كتاب.

ده سيف."



---


ومن يومها…

البرج اختفى.

بس في كل بيت،

ساعة بتقف عند ٣:٣٣…

وطفل بيعيط ورا الباب.


وكل ما تفتح المصحف…

وتوصّل عند سورة النور،

هتلاقي هامش صغير مكتوب بخط مش خطك:


> "العهد لم ينكسر…

بس اختارك تحرسه."



يتبع....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-