أشعار فارس الشعر
فراس النابلس
يقولون العشق جنون وانا اقول العشق ينتج الإبداع
اترككم مع كلمات الشاعر /فراس النابلس
همسات الأُفق
يا زهرةً في خَدِّها القمرُ *** والعطرُ من أهدابِها يُنثرُ
والنارُ إن همسَتْ، لها شررُ *** يُذكي الدُنا بلمى مُحيّاها
آهٍ على عينيكِ من سَحرِ! *** هَلَّ الهلالُ إذا تَحَدّاها
كلُّ الهوى في لحظةٍ أُسِرَ *** والقلبُ في شَبكِ الهوى تاهى
في راحتيكِ الشمسُ تستترُ *** وورودُ دجلةَ فيكِ تنشطرُ
وحديثكِ المِسكُ، الذي عطرُهُ *** يسري كماءِ الغيمِ في واحَــى
ناديتُها: مهلاً، أما رحمتِ؟ *** قلبًا توارى في ثناياهَا
فأجابتِ الأنغامُ مرتعشةً *** والبدرُ في قسماتها باهى
قد كانَ دمعي بينَ مُقلتها *** لحنًا، وأشواقًا، وتنهيدةْ
والشوقُ نارٌ كلّما نظرتْ *** صارتْ على أبوابها وقيدةْ
واهاً لها… كالصبحِ في ولهٍ *** ترنو، فتُخفي الكونَ عن راهى
واللهُ قد أعطى لها فتنًا *** ما خُلقَتْ إلا لِمَنْ تاها
قُبْلاتُها نجمٌ إذا سقطتْ *** باتَ الهوى سربًا من الأمنيّه
والوجهُ إن ضحكَتْ محيّاهُ *** فالفجرُ في الأحداقِ منسيّه
يا مَن تُغني الدمعَ من طربٍ *** هاتي الهوى… والعهدَ ممضاها
فلعلّ صدري، بعدَها سكَنٌ *** أو صارَ قُبلةَ موتٍ تُهْداها
يا مَن إذا مرّتْ على زمَنٍ *** عادَ الربيعُ لراحتي خطَّاهْ
وغدتْ ليالي الصمتِ باسمةً *** من همسِها، والنجمُ قد غنّاهْ
صوتُ الهوى فيها… إذا ارتعشتْ *** تغدو الحياةُ نشيدَ مَنْ يهواها
والبحرُ إن مرّتْ بأهدابه *** أهدى اللآلئ من صدى نجواها
كالعزفِ تمضي… كلُّها نغمٌ *** يمشي على وترٍ، وقد راقاها
تُهدي الرؤى لِمَنِ اكتوى ولهًا *** كأنّها جنّاتُها… دنياها
إن نامتِ الألحانُ في شَفَةٍ *** صحتُ: استفيقي، هذه دنياها
فالعينُ لا تغفو على سحرٍ *** إلاّ وفي الأحلامِ تلقاها
آهٍ على خدٍّ بهِ شَفَقٌ *** والكحلُ مِن أنفاسِهِ آتاها
إن مرّتِ الريحُ على طيفِها *** تمشي بِكُلِّ العطرِ تتباهى
يا من أسرى الهوى في مقلتيها *** كأنّما القمر في ليلها نادى
تغني الريح بأسرار همسها *** وتسير الأحلام خلف مدرَاهَا
في كفيكِ تتراقص الأمانِي *** كأنّها نجومٌ في ليالي الشتاء
وفي ضحكتكِ تذوب القلوبُ *** كأنّها ثلجٌ في شمسٍ وجلاها
يا زهرةً تحتضنها النسائمُ *** وتغفو على ثغرها ألوانُ الهوى
لكِ من العطر نصيبٌ خفيّ *** يجعل الورد يحنو على مداها
إذا التقت أنفاسُنا في سكونٍ *** تحلّق الطيور فوق حروف ودادِ
وكل نبضة في صدري تنادي *** باسمكِ فتغدو الحياة بُسادةْ
يا سيدة القلب وعطرهُ *** ويا نغمة الحب في كل لحنٍ
دعيني أعيش في ضياءِ عينيكِ *** وأرسم أزهار الهوى على جبينكِ
إنّي لعشقكِ أبقى أسيرًا *** وأهوى في بحر الوجد مدفني
فأنتِ المنى، والليلُ، والسهرُ *** وأنتِ الوعدُ، والنجمُ، والحنينُ
#فراس_النابلسي
أهازيجُ العشق
حُبُّكِ؟ صلاةٌ في اشتعالِ تفاصلي *** نارٌ يُطهّرها حنينُ عناقي
ما كنتُ قبلكِ غيرَ ظلٍّ ناحلٍ *** يشكو انكسارَ العمرِ في أوراقي
حتى أتيتِ… فكلُّ شيءٍ في الدُّنا *** صارَ ارتواءً في ضجيجِ اشتياقي
عيناكِ؟ نافذتانِ نحوَ تفرّدي *** ومدائنٌ من لهفةٍ وأشواقي
قد علّقوني في هواكِ قصيدةً *** ضلّتْ، ولكنْ في ضلالِ ملاقي
هل تدركينَ بأنّ فيكِ جنونيَ الـ *** ـمبنيَّ من وترِ الغيابِ الشاقي؟
فيكِ اتّسعتُ… كأنّ في كفِّ الهوى *** دُنيا تؤثّثُ حُلميَ المُنساقي
أهواكِ لا شغفًا يُروَّضُ عندنا *** بل غارةً تُشعلُ دمي وسباقي
كلّ الحروفِ أمامَ حسنكِ تُبتلى *** وتعودُ تُنكرُ خالقَ الأخلاقِ
حُبّكِ بئرٌ من عذوبةِ دهشتي *** وأنا الغريقُ… وصوتكِ الإنقاذي
في لمسةٍ من راحتَيكِ تكسّرتْ *** كلُّ المرايا في دروبِ شقاقي
وكأنني طفلٌ على عتباتِهِ *** نامَ المساءُ على يديهِ الرّاقي
أنتِ البدايةُ في احتمالاتِ الرؤى *** أنتِ اختصارُ الطُهرِ في أعماقي
وجهُكِ؟ سَفرٌ ليس يُحكى مرّةً *** بل يُرتَّلُ التكوينُ في أعماقي
أواهُ... كم نُفيَتْ مشاعري التي *** ما نامَتِ الآهاتُ في أحداقي
وأتيتِ، كالسّكرِ القديمِ بجرحِهِ *** وكأنني نايٌ على أطواقِي
قبّلتُ طيفكِ في ارتعاشِ مسائلي *** فاهتزَّ لحنُ الوقتِ في أوراقي
إنّي أحبكِ، لا أفسّرُ حبَّنا *** يكفي بأنّي صرتُ فيكِ اشتياقي
كأنَّ صوتَكِ حين يهمسُ مرّتيـ *** ـنِ، ارتجَّ فيهِ النورُ في الآفاقِ
وتشقّقتْ في راحتيه معابدٌ *** للوجدِ، تنحتُ في الضلوعِ ميثاقي
يا منْ إذا مشتِ القصيدةُ خلفها *** انحلَّ صمتي في هواها الساقي
أنا في يديكِ كأوّلِ الأنفاسِ قد *** خُلقتْ، وذابَ الوقتُ في أحداقي
هل كنتِ حينَ دنا الغرامُ ملاكَهُ؟ *** أم أنتِ برقٌ مستبدُّ اشتياقي؟
أم أنتِ أغنيةُ الخلودِ، وفي فمي *** تختالُ مثلَ السحرِ في أعماقي؟
يا وردةً نبتتْ على حدِّ الجوى *** وارتاحتِ الأزمانُ في أوراقي
من أينَ جاءَ الدفءُ حينَ لمستِني؟ *** من أيِّ نورٍ فاضَ في الأحداقِ؟
وجهُكِ؟ صباحٌ من نُبوءاتِ السما *** يُروى بهِ عمرُ الحنينِ الباقي
ورموشُكِ السوداءُ؟ سيفٌ خاشعٌ *** كالسّحرِ، يقطفُ ساكني وخلاقي
فيكِ التناقضُ: بسمةٌ في دمعتي *** وقصيدةٌ تُخفى بظهرِ سُكوني
أشتاقُ حتى حينَ نكونُ معًا، فهل *** عشقُكِ قدرٌ لا يُجارِي شجوني؟
يا أنفَسَ الأنفاسِ، إنّي إنْ نويتُ *** البُعدَ، ذابَ الشوقُ في تردادي
أنا فيكِ طفلٌ ضائعٌ في لمسةٍ *** تُحيي سنيني مثلَ نبضِ ولادي
دعيني أسيرُ إلى مرافئ نبضكِ الـ *** ـصمّاءِ، أفتحُ بابهَا بزنادي
وافتحي لقلبي نافذةً في لحظةٍ *** يكفي بأني... في هواكِ، جوادي
#فراس_النابلسي