google.com, pub-6802150628270214, DIRECT, f08c47fec0942fa0 رواية لحن الحياه ل سهام صادق الفصول ٦و ٧
أخر الاخبار

رواية لحن الحياه ل سهام صادق الفصول ٦و ٧

 رواية لحن الحياه 


رواية لحن الحياه ل سهام صادق
 الفصول ٦و ٧
الجوله الأولي (6)

***************


فتحت عيناها بأرهاق من كم الأوراق التي أخذت تُدققها وأسترخت قليلا تُطالع مني المنشغله في عملها ... فرفعت مني عيناها نحوها وطالعتها ببرود فالأنطباع الأول الذي أخذته عنها جعلها تتحاشاها 

وعادت مني الي ماتفعله ..لتزفر مهرة أنفاسها بقوه 

فرفعت مني عيناها مجدداً نحوها تدق بالقلم علي مكتبها 

لتنهض مهرة من فوق مقعدها وهي تضع بيدها علي ظهرها بآلم  :

-  منكم لله 

ثم تابعت بحنق : 

 - وهو بالذات منه لله 

ليخرج جاسم في تلك اللحظه من مكتبه متسائلا وهو يقترب منها :

- هو مين اللي منه لله 

فحدقت مني بمهرة ضاحكه ..وأنتظرت ان تسمع ردها الذي ادهشها :

 - اي إنسان ظالم منه لله 

ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه  :

-  وعلى رأي المثل اللي علي راسه بطحه يحسس عليها 

فكتمت مني صوت ضحكاتها بصعوبه ..لتتسع عين جاسم بغضب فهو يعلم تمامً انها تقصده هو :

 - اتفضلي قدامي 

فتسألت بغباء :

 - اقف قدامك ليه ... ماترجع انت ورا 

وهنا انفجرت مني ضاحكه ..فطالعها جاسم بقوه 

فكتمت صوت ضحكاتها بأحراج :

 - الصبر يارب .. انتي جايه هنا تشتغلي مش تعرضي علينا غبائك 

وقبل ان ترد علي اهانته وجدته يتركها وينصرف وهو يهتف :

 - دقيقه والأقيكي قدام الشركه 

لتنظر مني لمهرة قائله :

 - الدقيقة قربت تخلص 

فحدقت بها مهرة بحنق .. ثم أخذت حقيبتها وأنصرفت خلفه 

وبعد نصف ساعه ..أوقف السائق السياره امام أحد المجمعات السكنية الضخمه التي مازالت في طور الأنشاء

ليترجل جاسم من مقعده وهو يشير لسائقه ان يظل مكانه 

فتعجبت مهرة من فعلته ولكنها ظلت جالسة بمقعدها بجانب السائق :

ليلتف جاسم نحوها وهو يشير إليها بأن تتبعه :

فطالعت مهرة السائق :

-  هو بيشاور عليك ولا بيشاور عليا انا 

فأبتسم لها السائق بطيبه :

 - لا يابنتي بيشاورلك انتي وألحقي أخرجي قبل ما جاسم بيه ...

وقبل ان يكمل السائق عبارته .. وجدت جاسم يقف أمام السياره يزيل نظارته السوداء عن عينيه :

-  هو انا جايبك معايا ليه .. عشان تقعدي في العربيه هانم 

لتدفع مهرة باب السياره بحنق وطالعت المكان متسائله :

 - وانا هعمل هنا ايه .. المكان كله عمال وصحرا 

وكاد ان يهتف جاسم بشئ ...فوجد أحد المهندسين يتقدم نحوه :

-  نورت يافندم 

فسار معه بأتجاه المباني.. وأشار لها بعينيه أن تتبعه 

لتبدأ رحلتها معه في الشمس الحارقه .. رغم ان العمال أعطوهم خوذات يرتدوها للوقايه من أشعة الشمس 

ووقفت تطالعه بفتور وحبات العرق تتساقط على وجهها ..فتمسح وجهها وهي تتمني ان ينتهي الوقت سريعاً ..فلم تعد تتحمل حرارة الشمس 

ووجدته يقترب منها بحنق  :

 - بقالي ساعه بنادي عليكي 

فتمتمت بوجه محتقن :

 - مسمعتش

وتسألت بأمل ان تحصل على اجابه ترغبها :

 - أحنا هنمشي من هنا امتي 

فحدق بها جاسم بتفحص وهو يراها كيف لا تستطيع ان تتحدث :

 - لما نمشي هتعرفي 

وتسأل ببرود :

 - فين الميه 

فحدقت به بغرابه :

 - مية ايه ..أحنا في صحرا 

ليتهجم وجه جاسم بجمود :

 - ارجعي العربيه وهاتي ازازة المية 

فأتسعت أبتسامتها وتسألت دون تصديق :

 - في مية في العربيه 

وقبل ان يهتف بشئ ركضت نحو السياره ..فهي كانت تشعر بالعطش بشده وبحثت بعينيها كثيرا كي تجد مكان الماء ولكن ليس شيء بعد فها هي زجاجة المياه المعدنيه المغلقه 

وروت جسدها وتنهدت براحه ..ونظرت للزجاجه التي أبتلعتها كلها :

 - آه أخيرا شربت مية... الحمد لله 

ونظرت إلى العلامه التجاريه المطبوعه على الزجاجه هاتفه بتهكم :

 - لاء ومن أنضف نوع .. بتاعت الوزراء 

وعادت إلى جاسم وهي تجفف وجهها بالمناديل الورقيه :

-  فين المية يابني آدمه انتي 

فأتسعت عيناها وهي تطالع وجه الحانق :

-  هو انت كنت عايز تشرب 

وأدارت له ظهرها قائله بأسف وهي تبتسم :

 - شربتها 

ولمحت عامل يحمل زجاجة مياه  :

 - اهي فيه ازازة مية معديه ..معرفش كانت فين من زمان 

وذهبت اتجاه العامل وأخذت منه الزجاجه فأعطاها لها بحبور :

 - اتفضل ياجاسم بيه ولا انت مبتشربش زي عامة الشعب 

فأغمض جاسم عينيه بغضب فرؤيتها تزيد من غضبه ... وألتقط منها الزجاجه : 

-  غوري من وشى 

فأبتعدت عنه وهي ترفع يدها نحو العامل الذى وقف يتابعهم من بعيد :

 - شكرا ياريس 

فأشار لها عامل بيده ثم أنصرف 

لتلتف نحوه فتجده يرتشق من زجاجة المياه ..ثم أعطاها لأحد العمال 

................................................................

أقترب منه مساعده الشخصي :

-  سيد كنان

فألتف نحوه كنان يشير إليه بأن يمهله لحظه حتي ينهي مكالمته الهاتفيه 

وبعدما أنهى المكالمه ..تقدم معاذ مساعده المصري :

 - ماذا هناك معاذ؟ 

ليتنحنح معاذ بأحترام :

 - لقد أنهيت المقابله مع المتقدمات للوظيفه 

ثم هتف :

-  ووقع الأختيار على أثنتين .. فبقي الخيار الأخير لك سيدي 

ليحك كنان ذقنه بتفكير :

-  هاتفهم لأقابلهم غدا 

وانصرف من أمامه بخطوات واثقه صاعدا نحو الجناح الخاص به 

...................................................................

أتبعته بصمت وهي تجر أرجلها بصعوبه ..ووجدته يصعد احد الأبنيه خلف أحد المهندسين ونظرت للمبني الذي مازال في بداية أنشاءه :

 - كان يوم مطلعلهوش شمس يوم ماطريقنا اتقابل ياابن الشرقاوي

ووقفت تنظر إلى درجات الدرج التي لا يحاوطها شئ وهو يصعد 

وقررت ان تظل مكانها هنا فقدماها قد تورمت ولم يعد لديها جهد للصعود خلفه 

ووضعت بيدها علي رأسها فالصداع بدء يدرب رأسها من حرارة الشمس خاصه بعد ان تخلت عن خوذتها 

وظلت تنظر هنا وهناك إلى ان وجدت أحدهم يقف بجانب طاوله بها بعض الأشياء المخصصه لصنع الشاي 

فأبتسمت وتقدمت منه متسائله :

 - ممكن كوبايه شاي 

فأشفق عليها الرجل وأعطاها كأس الشاي خاصته :

-  ميغلاش عليكي يابنتي خدي... وانا هعملي واحد تاني 

فأعترضت مهرة بخجل بعد ان أدركت ان هنا كل منهما يخدم نفسه بنفسه ..وبعد أصرار الرجل عليها أخذت كأس الشاي وأرتشفت منه ووقفت تحادثه 

فبدء الرجل يحادثها عن البلده التي يعيش فيها وأنه أتي إلى هنا من أجل لقمة العيش ..الي ان ذكر زوجته وبناته ووجدته يتحدث عنهم بكل حب 

فتمنت لو كان أبيها مثل ذلك الرجل الذي رغم سنه يغترب من محافظة لمحافظة أخري كي لا يحوج أسرته لأحد 

وشعرت بآلم بقلبها وهي تتذكر والدها 

وبعد وقت أنصرف الرجل لتلتف مهرة عائدة من حيث أتت ومازالت ترتشف من كأس الشاي 

ووجدت جاسم يصافح أحدهم...ثم وقعت عيناه عليها فتقدم نحوها :

 - شايف أتأقلمتي على الموقع 

فتذوقت مهرة الشاي ببرود :

-  جميل اوى الشاي ده 

لتجد جاسم ينفخ أنفاسه بحنق ..ثم تخطاها عائدا نحو سيارته  :

-  حصليني بسرعه 

فأبتسمت وهي تري حنقه وتركت كوب الشاي  :

-  كانت كوبايه شاي طعمها حلو اوي 

وخطت بخطوات سريعه كي تلحقه 

فوجدته احتلي مقعده بالخلف وقد خلع نظارته السوداء .. فأردفت نحو مقعدها وجلست بأسترخاء تتنفس براحه : 

 - الحمدلله أخيرا

فأبتسم السائق وهو يقود السياره بعد ان أشار له جاسم بالمغادره 

ولم تشعر مهرة بشئ بعدها الا عندما وصلت أمام مقر المجموعه وصوت جاسم يخبر السائق : 

-  صحي الهانم اللي نامت ... شكلها فاكره نفسها على السرير في بيتها 

وانصرف بحنق لتفتح مهرة عيناها متمتمه بعبوس :

 - اللهي تتكعبل يابعيد وانت ماشي 

لتسمع ضحكات السائق ... وغادرت خلفه حانقه :

-  اليوم معاك بسنه 

...............................................................

جلست مرام تنظر إلي صور عُرسها بأبتسامه منكسره ..فالكل ليلتها ظنها بأنها أسعد عروس 

ولكن في الحقيقه كانت عروس تُداري خيبتها 

وشردت في اول ليله جمعتها بكريم وهي حلاله  :

 - تعبتي من الفرح .. تحبي نروح لدكتور 

فنظرت إليه وهي تحبس دموعها  :

 - ليه عملت فيا كده.. ليه كسرتني

فطأطأ رأسه للحظات وهو يعتذر :

 - أسف يامرام وجودك في حياتي كان غلط 

ورفع وجهه نحوها فوجدها تبكي بحرقه

ليقترب منها بهدوء 

-  أنت حبتني ياكريم

وكانت الاجابه هي الصمت 

وفاقت من شرودها على سقوط دمعة من عينيها علي يدها .. وأكملت تصفح الصور وهي تنظر إلى ملامحه التي مازالت تعشقها 

................................................................

تأوهت بآلم وهي تتمني ان تصل لباب الشقه 

واقتربت من البناية التي يقطنوها ونظرت الي محل البقالة فقد كان مغلقً وتذكرت ان اليوم موعد حصص ورد مع تلاميذها وتمتمت وهي تكمل خطاها للداخل  :

- انا لازم اشوف حد يمسك فترة الصبح بدالي .. ورد ملهاش في وقفت المحل 

وأخيرا تنفست براحه رغم الآلم الذي يحاوط جسدها .. وفتحت باب الشقه بصعوبه دون ان تهتف بأسم شقيقتها كالمعتاد

وجلست علي أقرب مقعد قابلها... وخلعت حذائها بأرهاق ثم نظرت إليه بأسف  :

 - مش هتكمل يومين مع الراجل المفتري ده 

وزمت شفتيها بحنق ..لتجد ورد أمامها تحمل طبق بيدها تقطع به الخضراوات  :

-  شكلك ميبشرش بالخير

ونظرت لهيئتها وأنفجرت ضاحكه...فلم تتمالك مهرة غضبها وقذفتها بالحذاء 

لتتعالا ضحكات ورد  :

 - اومال فين الأسترونج ومن والأشعارات الحلوه ديه اللي بتحفظهالي كل يوم

فنهضت مهرة من فوق المقعد وهي تضع بيدها علي رأسها  :

-  مش هستسلم ..لانا لأنت يا..

وقبل ان تهتف بأسمه تأوهت : 

 - انا مبقتش عارفه ايه اللي وجعني .. ورد حضرليلي الاكل انا هموت من الجوع 

وتابعت وهي تستنشق رائحتها التي لم تعد تتحملها

 - لحد ما انقع نفسي في المية 

فضحكت ورد وجلست علي أحد المقاعد تقطع السلطه .. 

وبعد ساعه كانوا يجلسون على المائدة يتناولون الطعام سوياً ومهرة تستمع إلى ورد عما فعلته اليوم وكيف كانت مقابلة العمل وعندما وصلت شقيقتها بالحديث عن جمال أحدهم 

رفعت مهرة حاجبيها بمكر :

-  انتي كنتي في الوقعه اللي وقعتيها ..ولا في صاحب اللحيه الجميله 

فأبتسمت ورد بحالمية : 

-  الراجل جميل اوي يامهرة .. يابختها 

فأعتدلت مهرة بمقعدها أتجاهها :

-  مين اللي يبختها

فهتفت ورد وهي تُسبل بأهدابها : 

-  حبيبته ... خطيبته ... مراته

فمالت مهرة نحوها وهي تمسك كأس الماء :

 - اه قولتيلي 

وفجأه شهقت ورد وقد فاقت من هيامها ونظرت إلى كأس الماء الفارغ الذي أنكب على وجهها وملابسها

 - فوقت والله فوقت أرتحتي

فضحكت مهرة برضى وهي تسترخي بجسدها علي المقعد الذي تجلس عليه 

- ايوه كده يا بنت زينب 

................................................................

حمل كنان جواد الذي نام علي قدميه بعد ان تعب من اللعب وأبتسم عندما وجده يحاوط عنقه ولكن أبتسامته قد

تلاشت عندما وجده يهمس 

" لا ترحلي أمي.."

ووضعه على فراشه وأخذ يُطالعها قليلا بآلم وحزن يجاهد على تجاوزه من أجله 

وانحني يطبع قبلة صغيره علي جبينه ثم أغلق الأنارة وغادر الغرفه بل الجناح بأكمله 

............................................................

كانت ورد تتقلب في فراشها تتذكر ماجد وخطبتهم وكيف كان يخبرها بأنه يحبها ولا يري غيرها ام لأولاده 

وسقطت دموعها وتنهدت بآلم وهي تنفض عقلها من تلك الذكريات 

................................................................

أما مهرة كانت في سبات عميق تحلم بكل ماتمنت فعله بجاسم في الصباح ..تضربه في الحلم وتقذفه بالرمال وتخنقه بأيديها 

............................................................

اما جاسم بعدما أنهي مكالمته مع رفيف التي بدأت تغدق عليه بأهتمامها ومكالماتها الهاتفيه 

وضع هاتفه علي المنضدة الصغيره التي بجانب فراشه وتمدد على الفراش ولا يعلم لما صورة مهرة وهي تركض من أمامه نحو السيارة عندما علمت بوجود الماء أقتحمت عقله

وأرتسمت أبتسامه على شفتيه ثم غفا بأرهاق بعد ان طرد صورتها من عقله 

......................................................................

جلست مهرة على مقعدها بعد أن ألقت التحية علي مني 

ونظرت إلى جهاز الحاسوب الذي لم يكن موجوداً بالأمس 

وتطلعت للأوراق التي لم تكملها وتنهدت بسأم 

لتجد مني تخبرها عن بعض الايميلات التي ستبعثها ثم ذهابها إلى أحد المدراء لجلب بعض التقارير منه 

لتضع بوجهها بين راحتي كفيها ثم دفنت وجهها بين الأوراق 

وبعد ساعه نهضت من مقعدها وأقتربت من مني تمد لها يدها :

 - انا مهرة 

فأبتسمت مني بعد ان فهمت أنها تريد ان تبدء معها صفحه غير مشوها :

 - وانا مني او مدام مني 

فجلست مهرة على المقعد الذي أمامها :

 - اول أنطباع أخدتيه عني كان وحش 

فهزت مني رأسها وهي تضحك وتركت ما كانت تطالعه :

 - بالعكس 

فرفعت مهرة أعينها نحوها بدهشه

لتتابع مني حديثها :

 - شخصيتك عجباني جدا يامهرة بتفكريني بنفسي قبل مااتجوز

فأتسعت عين مهرة من ردها وعدلت من نظارتها .. لتبتسم مني :

 - لو اتجوزتي الراجل الصح ..هتعرفي

وعادت تنظر إلي الملف الذي كان أمامها وأكملت بجديه :

-  يلا علي شغلك 

فنهضت مهرة من أمامها وفاقت على صوت رنين هاتفها ...فأخرجته من جيب سروالها :

-  ايوه ياورد 

وأنهت حديثها مع ورد بعد ان أخبرتها ان لديها مقابله ثانية اليوم وسيتحدد لها إذا كانت ستعمل ام لا 

كما أخبرتها ان أكرم سيذهب معها أيضا 

......................................................

جلست ورد بتوتر تفرك أيديها وهي تنتظر دورها لمُقابلة والد الطفل كما ظنت .. وجدت الفتاه تخرج بأبتسامه متسعه فيبدو أن الأختيار سيقع عليها 

فأزداد توترها فالأختيار بينها وبين تلك الفتاه بعد ان كانوا سبعه متقدمين لتلك الوظيفه 

وطرقت الباب بطرقات خافته ..ثم أردفت وهي تهتف 

-  السلام عليكم 

فرد كنان عليها بلكنته التركيه السلام وفعل ذلك أيضا معاذ مساعده 

فرفعت ورد عيناها نحوهم... وأتسعت حدقتيها غير مصدقه ان الرجل الذي يجلس أمامها الأن هو نفسه من ألتقت به أمس 

فحدق بها كنان للحظات وأشار إليها بأن تجلس 

فتقدمت ورد نحو المقعد وجلست عليه وبدء يتحدث معها بالتركية .. فكانت تجيب عليه بتوتر 

الي ان إنتهت المقابله وشعرت من نظراته الجامده انها لا تُقبل في تلك الوظيفه 

وانصرفت وهي تُطأطأ رأسها ارضاً ونظرت الي الفندق الذي قد أنتهي تجهيزه بأبداع 

وكادت ان تغادر الفندق ..لتجد صوت معاذ يهتف بأسمها : 

 - أنسه ورد 

فوقفت تنتظر قدومه نحوها ...فأبتسم معاذ مهنئا :

 - مبرووك على الوظيفه

فأرتسمت السعاده علي وجه ورد غير مصدقه :

-  يعني انا أتقبلت 

فحرك معاذ رأسه بالموافقة : 

-  بكره تكوني هنا الساعه تسعه بالظبط ..

وتابع بأبتسامة عمليه :

 - اهم حاجه مواعيدك تكون مظبوطه ... سيد كنان دقيق أوي في مواعيده 

فهتفت ورد بسعاده :

 - متقلقش حضرتك تسعه بالظبط هكون هنا 

وأنصرفت من أمامه وهي تخرج هاتفها كي تخبر أكرم أنها قادمه اليه 

................................................................

وقفت مهرة امام مكتبه تُطالع الغرفه الواسعه بتفحص...ثم نظرت إلي الأوراق التي اعطتها لها مني قبل ان تسبقها لاستراحة العمل كي تضعها علي مكتبه 

ووقعت بعينيها علي مقعده وألتمعت عيناها :

-  من زمان وانتى نفسك تقعدي علي كرسي زي ده يامهرة

ورغم ان مقعد مكتبها بالخارج مريح الا ان هذا المقعد له هيبة خاصه أرادت ان تُجربها 

ووضعت الأوراق علي المكتب ..وأتجهت نحو المقعد الجلدي ولمسته :

 - هجربه عشان أشتري واحد للمكتب بتاعي زيه 

وجلست علي المقعد بأسترخاء :

 - لاء عنده حق ميتعبش من القعده 

وظلت تطالع المكتب الفخم المرتب بعنايه وحاسوبه الذي يحمل ماركه عالميه بأستياء متذكره أفعاله معها :

 - شوف معاك فلوس ازاي ..

وتابعت وهي تشير نحو موضع القلب :

 - بس مش نضيف من جوه 

وأخذت تدور بالمقعد بمتعه ..الي ان أصبح ظهرها لباب الغرفه وعيناها نحو الشرفه التي تطل علي منظر مريح للنفس 

وزفرت أنفاسها ببطئ .. ثم بدأت تُقلد صوته وتقمصت شخصيته

ولم تشعر بوقوفه خلفها إلى ان وجدت المقعد يدور للأمام ..فأتسعت عيناها وقد أخرستها الصدمه 

وهي تنظر إليه وجاسم يحدق بها.....


يتبع بأذن الله

*********


#لحن_الحياة <3 

الفصل السابع 

عمل ورد(7)
**********

اِبتعلت ريقها وهي تري نظراته الجامده تحدق بها 
وأبتسمت بشحوب وألتفت حولها لعلها تهرب من نظراته وتجد لنفسها مخرج من تلك الورطه الحمقاء التي أقحمت نفسها بها .. ولأول مرة تشعر بشعور الفأر الواقع بالمصيده .. وعادت لأبتلاع ريقها مجددا وهي تجده يعتدل في وقفته ويعقد ساعديه أمام صدره 
متسائلا :
-  بتعملي ايه هنا ؟
فأعادت سؤاله عليه كي تلهيه قليلا إلي ان تجد فكرة تخلصها من هذا الحصار :
 - بعمل ايه هنا !
وداعبت ذقنها بتفكير وهي تضم حاجبيها ببعضهما :
 - بتعملي ايه يامهرة هنا ... بتعملي ايه 
ثم ضربت جبهتها ونهضت من فوق المقعد متسائله :
-  هو انا قعدت هنا ازاي 
وتابعت دون ان تترك له فرصة للرد وألتقطت الأوراق التي أتت بها لمكتبه :
 - كنت جيبالك الورق ده 
وعندما وجدته ينفخ أنفاسه وسيتكلم .. وضعت الأوراق بين يديه :
وفرت هاربة من أمامه .. فأسلم حل هو الهروب 
لينظر جاسم لطيفها ثم نظر الي الأوراق التي بيده متذكرا تقليدها له بصوت خشن ..متوعدا لها 
...............................................................
كانت السعاده ظاهرة علي وجه ورد وهي تقف أمام شقيقها أكرم تخبره عن قبولها في تلك الوظيفه 
ليسيروا معا يتحاكون 
وفجأه رن هاتفه ..ليقفوا عن السير ..لينظر أكرم الي الرقم بتوتر 
ثم هتف بتعلثم :
 - ايوه يا ماما .. لاء انا مش في المحل انا في مشوار كده 
وتابع وهي ينظر لورد :
 - ساعه وهكون في المحل 
وبعدما اغلق هاتفه ..نظر الي ورد التي تحولت ملامحها للانكسار وتقدمت منه وهي تشفق علي حالها هي وشقيقتها 
هم ابنتي المرأة المنبوذه التي لم تتقبلهم زوجة أبيهم يوما رغم أنها هي من زوجة والدتها لوالدها 
ليقترب منها أكرم بأسف :
-  متزعليش ياورد .. انا عملت كده منعا للمشاكل انتي عارفه ماما 
فأبتسمت بفتور وهي تتذكر زوجة أبيها :
 - اه عارفاها ..حتي بعد اللي مهرة عملته عشان ابنها برضوه بتكرهنا 
وتابعت بألم :
 - وانا اللي افتكرت ان تضحية مهرة بسنة من عمرها تشتغل تحت رحمة واحد وهي عمرها ماحبت حد يتحكم فيها ..هيتغير حاجه 
لينظر اليها أكرم بأسف وهو لا يعرف بما سيجيب 
فالأجابه معروفه والدتهم هي من تتحكم بكل شيء
ووالدهم لا يكسر لها كلمه 
.........................................................................
عادت مهرة من عملها بأرهاق وهي تسير بخطوات بطيئة ... لتنظر إلي محل البقالة ثم أقتربت منه :
-  ازيك ياشيكا 
فنهض شيكا من مقعده ..وجذب لها مقعد وبدء يخبرها عن إيراد اليوم :
 - كل حاجه تمام ياست مهرة 
ووضع مفتاح محل البقالة أمامها :
- كده الفترة بتاعتي خلصت .. 
وأنصرف نحو مصدر رزقه الثاني ...لتبستم مهرة وهي تلتقط المفتاح متمتمه :
-  جدع وأصيل الواد شيكا 
.....................................................................
دلفت مهرة لداخل الشقه تستنشق رائحة الطعام بمتعة ودبدبت على معدتها بتلذذ :
-  ريحة الأكل حلوه اووي
وهتفت بأسم ورد ..لتخرج ورد من المطبخ وهي تمسك بأحد المعالق :
 - أتأخرتي كده ليه يامهرة 
لتستنشق مهرة الطعام مجددا .. وهي تتخيل أصنافه :
-  عديت على المحل وأخدت المفتاح من شيكا 
فحركت ورد رأسها بتفهم ... لتتسأل مهرة وهي تقترب من المطبخ :
 - انتي طابخه ايه النهارده ياورد
فضحكت ورد على مظهر شقيقتها :
-  أشتريت البطه اللي نفسك تكليها من زمان وعملت 
وظلت تتباطئ في الحديث الي ان اتسعت عين مهرة :
-  عملتي محشي 
فتعالت صوت ضحكات ورد :
 - كل الأنواع..قولت أدلعك قبل ما ابدء الشغل 
لتبتسم مهرة وتقترب منها تحتضنها :
- مع اني مش عايزاكي تتبهدلي .. بس عمري ماهقف في طريقك 
فضمتها إليها ورد أكثر الي ان شهقت بفزع :
-  صنية البسبوسه 
وركضت نحو المطبخ ..لتضحك مهرة وهي ترقص حاجبيها 
 - يارب كتر من إحتفالات ورد 
..........................................................................
جلس جاسم يتناول طعامه بمفرده دون شهية .. فبعد رحيل كريم وأصبح شعوره بالوحده يزداد 
ليجد هاتفه يدق...فنظر لرقم المتصل وكل يوم فكرة أرتباطه برفيف تقتحم عقله
فبعد أشهر قليله سيكون في منتصف الثلاثين 
وأشار للخادمه كي تزيل الطعام الذي لم يمس منه الا القليل وأبتسم وهو يعاود الأتصال بها صاعدا نحو غرفته 
.....................................................................
وضعت مهرة بيدها علي معدتها بعد ان أنهت آخر قطعه من طبق الحلوى :
-  عندي شعور اني هنفجر 
فأبتسمت ورد هاتفه بسعاده :
-  أحطلك تاني 
لتزيح مهرة يد ورد عن طبقها :
-  خدي صنية البسبوسة بتاعتك والطبق ده وامشي من قدامي 
وتنفست بصعوبه وهي تنهض من أمامها :
-  بطني بتتقطع 
فضحكت ورد وهي ترفع الأطباق متجها نحو المطبخ :
 - ياسلام عليكي ياشيف ورد ..
وتابعت حديثها من داخل المطبخ :
-  مهرة انا لازم اوصل الشغل الساعه 9 
والطريق بياخد ساعه ونص 
لتهتف مهرة بآلم بمعدتها :
 - انا مش عارفه ايه لزمته الشغل ده ... ما انا بشتغل أه 
لتضحك ورد من داخل المطبخ :
 - ايه أخبارك مع جاسم الشرقاوي
ليتحول وجه مهرة للحنق :
-  ليه السيره اللي تسد النفس ديه 
ووجدت ورد تقف أمامها :
-  نسيت أقولك حاجه مهمه
فأنتظرت مهرة ان تكمل عباراتها ..فوجدت علامات الأرتباك ظاهرة علي وجهها :
-  فاكره الراجل اللي حكتلك عنه 
فلمعت عين مهرة بخبث :
-  ابو لحيه حلوه وعيون ملونه 
فأرتبكت ورد وهي تتذكره :
-  طلع صاحب المنتجع 
لتصمت مهرة وهي تتابع ملامح شقيقتها إلي ان تنهدت بقوه :
 - ورد اسمعيني كويس ... الموقف ده تنسيه خالص ولا كأنه حصل ...كده كده هو مش هيفتكره ولو أفتكره عادي مجرد صدفه وانتهت ..
وتابعت وهي تربت علي يد شقيقتها بحنان :
-  يلا ننام عشان نعرف نصحي بدري 
....................................................................
جلس كنان علي الأريكة الموجوده بالصاله التي يحتويها جناحه الفاخر يتابع أعماله عبر الحاسوب 
ليجد هاتفه يدق برقم خطيبته ..فنظر لرقمها ثم أغلق الهاتف بوجه جامد ومشاعر قد أختفي منها الحب 
...............................................................
صباح جديد 
أستيقظت ورد فوجدت مهرة تعد لها وجبة الأفطار بعد ان ذهبت للمخبز مبكرا لجلب الخبز 
وأبتسمت وهي تقبل مهرة علي وجنتها :
 - صباح الخير علي أحلى أخت في الدنيا 
فضمتها مهرة إليها :
 - يلا استعدي بسرعه عشان مافيش وقت 
لتومئ ورد برأسها بسعاده... وتتجه نحو المرحاض 
وبعد نصف ساعه كانت تتناول ورد الطعام سريعا فالوقت اقترب من السابعه 
ووجدت مهرة تضع لها بعض السندويتشات في حقيبتها لتنظر إليها ورد بصدمه :
 - مهرة انتي بتعملي ايه 
فأبتسمت مهرة وهي تغلق حقيبتها :
-  خليهم احتياطي معاكي ياورد ... انتي لسا متعرفيش نظام المكان هناك 
فأتسعت أبتسامه ورد وأقتربت منها تحتضنها باكية :
 - ربنا يخليكى ليا يامهرة 
لتربت مهرة علي ظهرها بحنان هامسة داخل نفسها :
 - يارب تفرحي ياورد 
وبدئوا طريقهم في المواصلات سويا ... وقد أصرت مهرة علي الذهاب معها اليوم كي يطمئن قلبها 
................................................................
دلفت مهرة لداخل الشركه بخطي سريعه فمني قد هاتفتها أكثر من مره 
ووصلت الي الطابق الذي تعمل به .. تتنفس بصعوبه أثر ركضها 
لتقف مني متسائله
-  كنتي فين كل ده يامهرة 
فوضعت مهرة بيدها علي قلبها وهي تتنفس :
 - كنت بوصل ورد شغلها 
فنظرت مني الي ساعه يدها :
-  احنا داخلين على الضهر 
وأكملت وهي تنظر لغرفه جاسم :
-  جاسم بيه سأل عنك .. ومبشركيش بصراحه 
فضحكت مهرة بأستياء ..ونظرت لمني بأمتنان 
فمني أصبحت تعاملها بهدنه رغم انها مازالت متحفظه أتجاهها 
وجلست علي مكتبها تتابع عملها المتراكم الذي لا ينتهي 
الي ان دلفت مني داخل مكتب جاسم تخبره بوجود أجتماع لديه مع شركائه الجدد بعد ساعه 
ليسألها جاسم عن مهرة فتخبره انها جائت من نصف ساعه 
- تروح تحضر غرفة الأجتماعات وأي غلطه يا مني انتي المسئولة قدامي
فنظرت اليه مني بصمت... ثم غادرت لتقف امام مهرة قائله :
-  مهمتك الجديده يا أستاذه مهرة 
فأنتظرت مهرة ان تخبرها مني بمهمتها .. وأتسعت عيناها فهو بالفعل يتفنن في التحكم بها وزفرت أنفاسها بحنق 
لتخبرها مني قبل ان تنصرف :
 - روحي البوفيه وأفهمي منهم النظام لانهم المسئولين عن الحكايه ديه 
لتنفخ مهرة أنفاسها بقوه
وقبل ان يتوافد شركائه الجدد... كانت قد أنهت مهمتها 
وتذكرت أنها نسيت جلب زجاجات المياه ...فركضت لجلبهم 
وعندما جاءت بهم كان جاسم يرحب بضيوفه .. ناظرا إليها بضيق 
لتضع مهرة الزجاجات علي الطاوله في أماكنهم المخصصه 
وكادت ان تنصرف من أمامه لتجده يخبرها ببرود 
 - استني عندك 
وتقدم نحوها وبصوت خافت :
-  بعد كده تخرجي خالص من غرفة الأجتماعات قبل ماالضيوف يجوا 
وأشار لهيئتها بأستنكار وتابع :
-  مش لازم يشوفوا أني مشغل صبي قهوجي عندي 
لتدمي جملته قلبها ولكنها تجاوزت اهانته وأنصرفت في صمت 
..................................................................
جلست ورد بملل فالصغير لا يعيرها اي اهتمام 
يجلس يلعب بجهازه الألكترونى 
وشعرت باليأس من نجاحها في كسبه ..فهو ليس كأطفال منطقتها .. وكيف ستقارن أطفال حيها بطفل مثل جواد
ولمعت في عينيها فكرة واقتربت منه تنظر إلي مايفعل :
 - أحب تلك اللعبه بشده
فطالعها الصغير هاتفا :
 - أنها للصغار فقط 
فأبتسمت ورد وهي تزم شفتيها كالأطفال :
 - ما انا أيضا صغيره 
فعاد الصغير يطالع لعبته... لتنظر هي حولها 
 - ما رأيك ان نبني بيت صغير لنا بالوسائد 
فلمعت عين الصغير تلك المره ونهض من جلسته هاتفا بسعاده :
-  هل تحبي لعبة البيوت مثلي ؟
وتهلل بفرح ... لتنظر إليه ورد غير مصدقه بأنه فرح بتلك اللعبه 
وبدئوا يعدون بيت بالوسائد وجلب جواد ألعابه جميعا وجلسوا في بيتهم الصغير خلف الأريكة والوسائد تحاوطهم 
ولعبت ورد معه كل الألعاب التي تتذكرها من طفولتها... وكان الصغير متحمس لكل لعبه فهذه الأشياء لا يعلمها 
وبعد مده شعرت ورد بالجوع فأخرجت السندوتشات خاصتها 
ونظرت إلى الصغير متسائله :
 - تأكل معي 
فحرك الصغير رأسه بنعم... لتعطيه أحد السندوتشات ليأكل مستغربا من طعمه :
 - ماذا سنأكل ؟
لتضحك ورد وهي تراه يأكل متعجبا من طعمه :
 - أنه فول 
ليهتف الصغير بعربيه ركيكه :
-  فول 
فتعالت ضحكات ورد علي نطقه ... الي ان أنفتح باب الجناح ليدلف كنان وخلفه معاذ 
لتتسع عين الصغير بسعاده ويخرج من خلف الأريكه :
-  أنظر خالو ماذا أكل 
ليأخذ منه كنان ما يأكله ..وأرتبكت ورد من نظرات كنان لها بعد ان خرجت هي أيضا من خلف الأريكه 
ونظر كنان الي معاذ بغضب :
 - ما هذا ؟
وبدء يتحدث مع معاذ الذي أرتبك هو أيضا 
وكل كلمه كان ينطقها كانت تفهمها هي فيبدو أنه قد نسي انها تتحدث وتفهم لغته 
واوجعتها كلماته عن ما تأكله وتطعم به صغيره 
وسقطت دموعها وهي تخفض رأسها أرضا 
وخرج كنان من الغرفه والصغير وقف ينظر إلي ردة فعل خاله الغريبه 
ليقترب منها معاذ بأشفاق :
 - أنسه ورد انا أسف علي اللي سمعتيه ..
فرفعت ورد عيناها نحوه :
 - والله يااستاذ معاذ انا كلت منه قبل ما أكله ليه 
وانا اللي بعمله في البيت ..
فأبتسم معاذ وهو يري طيبتها في الحديث :
 - النهاردة كلنا مسلمناش من غضبه... لازم نستحمل مديرنا شويه 
فطأطأت ورد رأسها بحزن :
-  بس انا متعودتش علي كده .. متعودتش أتهان
فضحك معاذ وهو يطالعها :
-  مدام بتشتغلي عند حد لازم تتحملي ..
وشعرت بيد الصغير جواد تمسك يدها :
 - لا تبكي ورد 
فمسحت ورد بقايا دموعها .. وأنحنت نحو الصغير تقبله هاتفه داخلها
" أنتي كنتي فاكره ايه ياورد أنك هتتعملي زي البرنسيسات .. مهرة كان عندها حق لما قالت مالناش دعوه بالناس اللي عايشه ومش حاسه ان في غيرها بيجري ورا لقمة عيشه عشان يعيش بس "
.............................................................
جلست مهرة بحنق على مكتبها تدق أقدامها أرضا وهي تتذكر اهانته لها 
فنظرت اليها مني بصمت وبعد مرور ساعه ونص كان جاسم يردف لداخل المكتب وخلفه أحد مدراء الأقسام 
ليهتف بأسم مني التي أتبعته على الفور وما انا خرجت مني من عنده هتفت :
 - هتروحي تشرفي علي الاكل في مطعم كذا 
النهارده في عشاء مع الشركاء الجدد 
فقبضت مهرة علي القلم الذي كان بيدها بقوه... وزفرت أنفاسها ببطئ الي ان لمعت عيناها 
لتكمل مني :
 - احنا متفقين علي نوع الأكل... مجرد أشراف بس يامهرة 
فأخذت مهرة حقيبتها ...لتهتف مني بأسمها :
- رايحه فين لسا ساعه علي الميعاد 
لتنصرف مهرة من أمامها :
 - رايحه اشم شويه هوا ..
وغادرت مهرة الشركه وسارت بلا هواده تدفع الحجارة الصغيره بحذائها 
الي ان وقفت أمام المحل التجاري الضخم المعلق عليه اسم والدها وأشقائها كرم واكرم 
فيبدو أنه أفتتح محل أخر بتلك المنطقه الراقيه.. 
ووقفت أمام وجهت المحل تطالع الزبائن وهم يدلفون ..لترى زوجة أبيها جالسه علي أحد المقاعد ومعها والدها .. والعمال يقفون بجانب الزبائن 
فضغطت علي يدها بقوه :
 - عمري ماهسامحك ... وقفت مع أبنك عشان ميضعش شبابه في السجن 
وحدقت بزوجة أبيها التي يهتز ذراعيها من كثره الأساور الذهبيه :
-  مع أنكم متستهلوش 
وأبتعدت بخطوات سريعه عن المحل ... لتصطدم بأحدهم.... فتجده شقيقها كرم الذي انصدم من وجودها :
-  مهرة !
لتتركه وتتخطاه ..فوجدته يهتف بأمتنان لما فعلته معه :
 - شكرا على اللي عملتيه معايا 
فسارت مهرة دون ان تلتف إليه... فهو صادفها في أكثر لحظاتها حقدا عليهم وعلي من أنجبهم 
ووصلت أخيرا إلى المطعم الفخم وقد ألتمعت عيناها بمكر
...............................................................
أنهت ورد عملها أخيرا وسارت في الممر الطويل المؤدي إلى الطريق السريع كي تستقل مواصلة لداخل المدينه 
لتقف على الطريق تنظر إلى السيارات وهي تسير سريعا ... وأخذ الوقت يمر حتي شعرت بوجع قدميها 
ووجدت أحدي السيارات السوداء الفخمه تقف امامها... فأبتعدت عن السياره خوفا ..الي ان وجدت صاحب السياره يغلق بابها بقوه :
 - ماذا تفعلين علي هذا الطريق في مثل ذلك الوقت ؟
لتتحاشي ورد وجوده بعد ان علمت بهويته 
ليزفر كنان أنفاسه حانقا وهو يعبث بشعره :
 - تعالي لأوصلك للمدينه 
فطالعته ورد بجمود :
- شكرا يافندم ..مطلبتش مساعده من حد 
لينظر إليها كنان متحدثا بالعربيه :
-  هيا أنسه 
وتسأل وهو يجاهد علي تذكر أسمها :
- عفوا ما اسمك 
لتضحك ورد ساخره :
 - ورد ..
وتخطته لتجد فجأه يد كنان تجذبها لتلمع عيناها بغضب وهي تنفض ذراعيه 
فيقف كنان يطالع مافعلته بدهشه الي ان وجدت ورد سيارة أكرم الصغيره أمامها 
فأتجهت نحوه سريعا ..تاركة كنان في دهشته من تصرفها 
لتجلس ورد بجانب أكرم الذي جاء لأخذها خوفا عليها :
 - خوفت عليكي قولت أجي اجيبك وأصالحك من طريقة كلامي معاكي أمبارح 
فأبتسمت ورد لطيبة أكرم 
- مين ده اللي كان واقف معاكي ياورد
فأخبرته ورد بهويته ...الي ان اخبرها بحب أخوي قد شعرت به :
 - خلي بالك من نفسك ياورد ... لو احتاجتيني هتلاقيني ديما جنبك 
فأرتسمت السعاده علي شفتي ورد وحركت رأسها بحب 
.................................................................
جلست مهرة في محل البقالة تنفخ في أظافرها بظفر متذكرة مافعلته في المطعم فقد أخبرتهم بوضع شطه حارقة بالطعام :
 - نفسي أشوف منظره دلوقتي
ووضعت بساق فوق الآخر وأخذت تهز قدميها :
 - بكره مش بعيد 
اما جاسم كانت عيناه تشع غضبا وهو ينظر لضيوفه وهم يتمتمون بحنق عن الطعام ويرتشفون الماء 
وصدح صوته بغضب علي ياسر بأن يتصرف بهذا الأمر ويحله 
وبالفعل تصرف ياسر سريعا معتذرا أنها غلطت أحد العمال وتم تقديم طعام لهم اخر مشهور لدي دولتهم وقد نال استحسانهم وهم يرون أتقان صنع طعامهم 
كانت سهرة طويلة لجاسم فقد رافقهم أيضا في نزهة نيليه علي يخته 
وأنقضي اليوم .. ليقترب ياسر من جاسم مخبرا إياه عن هوية من فعل تلك الفعله

يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة <3
#سيمو



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-