ايفلين
رواية ايفلين بقلم اسماء ندا
الفصل الثالث عشر
(من وجهة نظر كورماك)
اشتقت إليها جدا، لم تمكث معى سوى ايام فقط ولم يكن هناك وقت نظل سويا بمفردنا، لكن عندما رحلت شعرت كأن شئ ما اخذ منى، احاول اقناع نفسي انه مجرد شعور فراق لشي جديد ومختلف بحياتى واحاول تجاهله، احاول اقناع نفسي انه لا وجود للحب الان في حياتى، لدى الكثير لارتبه فى حياة عائلتى التى تركها لى بريندان ، ورغم هذا لا استطيع إبعادها عن تفكيري.
ذات ليلة بوقت متأخر، جاءت ساورس اختى ومعها فنجان من القهوة ، وضعتها فوق المكتب الى جوار اخر اوراق من العقود التى كنت اراجع عليها، تنهدت ورفعت الكوب ، ضاق صدري قليلا عندما ترك الكوب أثر مبلل ، وقلت
" انظرى ، وضع القهوة فوق الشغل لن يعدل من مزاجى ، هيا ان كان لديك ما تقولينه اخبرينى "
ردت ساورس، وهي تجلس على المقعد الجلد المتواجد على الناحية الاخرى من المكتب
"سيان يقول إنك لم تنم ، اذا أشرب القهوة وانت صامت"
"لا اريد قهوة"
"وأنا ايضا"
" ساورس؟!"
" كورماك؟!"
ضيقت عينيها وهى تنظر لى ثم قالت
" هل تعتقد انك سوف تنفعنا او تنفع نفسك ان سقط مغشيا عليك؟ او اسوء من هذا توفيت نتيجة نومك اثناء قيادة السيارة "
" هانك من يقود السيارة وليس انا"
" اقصد تعبيرا مجازيا كورماك ، الانتحار لا يفيد أحد"
قلت وانا لم ارفع عينى للنظر لها وانا ابحث بعينى عن الجملة التي كنت أقرأها قبل أن تقاطعنى
" من الافضل ان لا افعل ذلك ، فهمت"
انا قلقة عليك، كل شي تدمر ، بريندان قتل، امى لا تستطيع حتى اكمال مكالمه دون ان تنهار من البكاء، الايطاليين يكثرون الاسئلة عن ما حدث، والروس يتصنعون المجازر بالشوارع، يجب ان نظهر قوتنا"
" هل تعتقدين انى لا اعلم ذلك ؟
قلت ذلك بحدة ثم رفعت راسي انظر فى عينيها واكملت
" اعلم جيدا كم ان العائلات الصغيرة قلقة ، كيف انهم بالنظر لى لا يروا القائد، جميعهم كانوا يسيرون خلف بريندان و كان يسعدنى انى نائب الرئيس فقط افعل ما يطلب مني من أعمال ثقيلة، الان ، فقط اتمنى ان احافظ على العائلة متماسكة، وأحافظ على قوة الأيرلنديين، وايضا ان اتأكد ان مجهود بريندان لن يضيع هباء"
لم تهتم لصوتى المرتفع، و ادارت عينيها ثم قالت
" اذا النوم مهم، لكن هذا اليوم التالى لك الذي تقضيه هنا تنظر الى الأوراق "
" لا استطيع النوم، أشعر ان هناك شئ خطأ"
انحنت الى الامام تسند ذراعيها الى ركبتيها
" لماذا؟"
تضاربت افكارى، ابحث عن كلمات مناسبة حتى أستطيع وصف ذلك الشعور الخانق داخلى، الغضب المتزايد مثل البالون مع مرور الوقت،وقاتل بريندان لازال حي، وذلك الأشتياق لرؤية ايفلين مرة اخرى،، كما لو كان وجودها يهدأ ذلك الغضب ولو قليلا،لكنى لا اجد كلمات استطيع التعبير بها، ظلت اختى تنظر لى لدقائق حتى غيرت نظرها ، سألت
"هل تراه؟"
كانت تلعب بأصابعها بشكل دائرى، تنهدت وقالت
"اجل، اراه ما ان اغمض عينى، لا يوجد سوى صورة مكان الجريمة، كان أفضلنا ومات مثل الحيوان داخل فندق حقير وقذر، ولا نعلم لماذا كان هناك او لماذا قتل"
شعرت بانقباض قلبى، اختفت جميع مسؤوليات المافيا عدنا لكوننا اخوه نتشارك الحزن على اخينا القتيل، حاولت بقدر استطاعتى اظهار الهدوء وقلت
"انا اراه دائما سواء عينى مغلقة او لا، هو بكل مكان، عطره ينتشر بالاجواء، لانه كان ينام هنا اكثر من بيته، اوراق الخطط التي كان يدونها ملقاه فى جميع الأنحاء، ضحكته، خياله مرسوم بجميع الأعين المحيط بي، جميعهم ينتظرون منى شيئا ما، ومع اندفاع ذلك الباب…."
أكملت وانا انظر الى الباب " انتظر ان أراه يدخل ، لذلك لا استطيع النوم، لن استطيع وجثمانه مازال بارد داخل المشرحة والقاتل يدور بحرية بالمدينة"
عندما رفعت ساورس راسها عينيها لمعت بالدموع الحبيسة وقالت
" عاهدنى انك سوف تجد القاتل"
قلت بحزم "اجل، لن ارتاح قبل ان اجده"
قالت بعد ان سحبت نفس عميق واخرجته مع تنهيده " لازم ترتاح، ام اذهب للبحث عن فتاة اخرى ؟"
ابتسمت بضعف وردد عقلى ، بكل هذه السهوله ذهبت لحظات مشاعر الاخوة وعادت ساورس الى طبيعتها مع ذلك العبوس السخيف على طرفى شفاها ، قلت
" هل تعتقدين ان العلاقة سوف تجعلنى انام ؟"
حركت كتفها لاعلى وقالت ساخرة وسط ضحكة هادئة
" أعلم ماذا فعلت بالسيارة ، ثم ان سيبان قال انك نمت بعدها قليلا، اذا اتواصل معها من اجلك"
اعتقد ان يوجد بملامح وجهى ما يظهر انى اتمنى وجود ايفلين، لان ساورس ضيقت عينيها وقالت
" تبا، انت معجب بها، حقا، اتريد محادثتها"
" لا اريد الحديث فى ذلك الموضوع"
نهضت ثم اتكأت فوق طرف المكتب وقالت " يا اللهى، لا تكذب ، أنت معجب بالشاهدة على موت أخيك"
اتسمت بسمه ياس على شفتاي وقلت
" انا ذات اثنا وثلاثون عام ، لا لست معجب بها "
" هذا هراء، ااكد لك انت معجب بها"
" لا ،لست كذلك"
"كاذب، مشاعرك تظهر بوضوح على وجهك، لقد شككت بالامر، لا اتذكر متى اخر مرة أختميت بشئ اخر غير العمل، ثم فجأه علاقة فى اريكة السيارة ،كنت اعتقد انه مجر شئ عابر ، يا خسارة كنت سوف اكسب من سيبان خمسون دولار ، كان يجب عليك الأتصال بها"
قالت ذلك ونهضت وهى تشير الى الهاتف فقلت لها
"لا، لن افعل"
"لماذا لا"
" هى أرادت الرحيل ، هل تذكرين ذلك ؟"
" وما بهذا؟ لم يكن لديها مانع من تقربك لها، من الممكن أنها أرادت أن يكون لها اختيار بما انك كنت خاط*فها "
"سبب وجيه"
قالت بضحكة "لا اشك فى هذا، صدقنى لو خطف بنت من الشارع هو الطريقة التي أحتاجها لسعادتك سوف اقوم بها، لكن هي لم تذهب الى قسم الشرطه بعد ان تركتها أليس كذلك"
"اجل"
" اذا اتصل، من الممكن الحزن هو من جعلك متعلق بها لأنها خارج دائرة اعمالنا، لكن اذا كان هذا سوف يريحك فلن يفرق معي"
"هل هذا اسلوب حديث مع قائدك؟"
ضحكت بقوة وقالت" لا، لكن انا اتحدث الى اخى، اخبرك شئ اشرب القهوة ، المهم افعل شئ قبل ما تسقط متوفى على هذا المكتب"
كان صوتها هادئ لكن هذا لا يخفى لمعت القلق بعينيها،لم يكن من المفترض أن أعطيها سبب للقلق الان، كنت أراقبهم حتى ارى اي علامه انهم سوف يتخطوا ما حدث، لكن اعتقد انه التخطى اصبح اصعب، وهى تسير لتخرج من الغرفة تأكدت انها رأتني وانا امسك كوب القهوة وارتشف منه.
لازال الليل طويل و للاسف لا استطيع العودة للعمل مرة اخرى، فلقد عكرت اختى صفو عقلى، والان عقل قد زاد انشغل ب ايفلين اكثر، ساورس كانت محقة ، ايفلين مثالية لتريح أعصابى لكنها رحلت وهذا كان اختيارها، ولا استطيع إجبارها على الاعجاب بى.
بعد ان انهيت العقد الذي كنت اعمل عليه، استدارت الى جهاز الكمبيوتر الذي بجانبي، كبسه واحده على الزر وظهرت خريطة وعليها نقاط حمراء تشير الى شقة ايفلين، كنت اراقبها واستمع الى جميع مكالماتها والرسائل التي ارسلت لها خلال الأيام الماضية، يوجد رسائل لم اسمعها ،ضغط فوق زر آخر لتشغيلها، كانت محادثة بينها وبين والدتها، اشتقت لصوتها، معظم الرسائل كانت عن طلبات عمل لأنها اترفدت من الفندقوالبقى طلبات طعام.
لم تخرج من شقتها فقط لتسلم الطعام ،عندما سمعتها تطلب من والدتها بعض الأموال لدفع ايجار شقتها رغبت بسدادها لكنى لم افعل لا اريد لها ان تنتبه اننى اراقبها، انا فقط اريد الاطمئنان عليها ولهذا وضعت احد رجالى يسمي ديل، امام بيتها كى يراقبها،لكن اشعر بالغيرة فهو قريب منها وانا لا.
وبينما انا اقلب فى رسائلها علمت من الارقام ان هناك فترة اتصلت بها كثير بالبنك، وحتى بمحامى ما، لكن ليس هناك تسجيل لهذه المكالمات باستثناء امها، دائرتها الاجتماعية شبه معدومة، حتى حساباتها على السوشيال اختفت، حياتها مختلفة تماما عن حياتى ، بينما استمع الى نبرة صوتها الهادئ وصوت أمها المستفز رن هاتفى باتصال من سيبان
" اهلا اخى الصغير"
"ساورس مازالت معك"
" لا، رحلت"
"يا إلهى، كنت اتمنى ان تكونوا سويا حتى لا أضطر اعادة الحديث"
"تحدث سيبان"
أخذ نفس عميق وقال " حسنا، هذا ليس مؤكد لكن استمعت ان الروس حالتهم سيئة الآن"
" أجل، ساورس اخبرتنى"
" منذ موت باخان وابنته تقاتل بضراوة حتى تحافظ على مكانتها على حساب اى روسي اخر،المهم، فى حديث داير بين العائلات الصغرى ان هناك عائلة تدعى ان لها يد فى موت بريندان "
صوت ايفلين اختفى من راسي وصحت " ماذا؟ من هم؟"
" لا يوجد اسم الان كما اخبرتك مجرد همهمات"
تعالى صوت. وصرخت بحده" اذا اطر بى الامر ل شق اى روسي للوصول الى الحقيقة لن اتأخر"
اجاب سيان بنفس الحدة " لا، لا تنفعل وتقوم بأفعال متهورة، هل تفهمنى؟ اخبرتك انها فقط أشاعات،لا اعلم اذا كانت محاولة لزعزعة حكم اناستازيا او احد يحلول توجيهانا ناحية الروس لهدف ما"
هدات قليلا وبالتفكير اجل سيبان لديه حق ،إشاعة مثل ذلك من الخطر العمل عليها دون دليل ، تمتمت
"حسنا، يجب ان نتحقق اولا ، هل يمكنك ترتيب موعد مع العرافه( الشخص الوسيط بين عائلات المافيا مختلفة الجنسيات)"
" حسنا ، سوف افعل ذلك وانت خذ بعض الوقت راحة "
قلبت عيني بسام فها هو أيضا يتحدث عن الراحة ، انهيت المكالمة لكن قبل ان اعود الى الكمبيوتر ظهر اسم ديل على شاشة الهاتف لذلك اسرعت بالاجابة
" محتاج شئ ما"
كنت اعتقد ان ديل يريد ان يذهب الى المرحاض او ينام قليلا لكن رد ديل أثار غضبى
" لا ، ليس قبل الفجر، لكن هناك مشكلة ، لقد جاء زائر الى السيدة ايفلين، رجل، من ما يقرب من ساعة ،كنت ابحث عن هويته فى قاعدة بيانات الشرطة وقاعدة بيناتنا الخاصة"
ترددت الكلمات بعقلى مثل صوت الإنذار ( رجل ؟ ايفلين لها رجل؟ ) تملكتنى نار الغيرة فصحت بصوت عالى
"ماذا ؟ من هو؟"
"انه من الروس "