جحيم الغيرة
جحيم الغيرة بقلم امانى سيد
الفصل السادس والعشرين
خرجت ابتهال بسرعة، الدموع مغرقاها،
مش شايفة قدّامها، قلبها واجعها،
جريئة في كل حاجة، إلا في الغفران…
والمصيبة؟ إنها مش قادرة تغفر لنفسها ولا لاختها مش قادره تغفر لنفسها انها اتسببت فى طلاق اختها
"ياريتني مانتـقمت…"
"كنت بعدت، واحتفظت بكرامتي، وبقلبي نضيف."
المواجهه اللي جوّه رجّ قلبها،
نظرة فردوس، الكلام اللي اتقال ،
وكل حاجة ما بينتهم كانت بتنزف جواها.
واثناء خروجها قابلت عمران اللى جرى وراها
ـ ابتهال!
رفعت راسها…
لقى عمران بيجري عليها من بعيد،
وشه قلقان،
وصوته ماليان خوف وحنان.
وصل عندها، وقبل ما يقول كلمة،
هي وقفت مكانها، مفيش طاقة حتى للهرب.
ـ إيه اللي حصل؟ إنتي كويسة؟
قالها وهو بيمسك إيديها، وإيده بتترعش من القلق.
ـ لا مش كويسة يا عمران…
قالتها بصوت مكسور وهي بتحاول تمسك دموعها، بس فشلت.
ـ أنا غلطت… أنا اتحولت لوِحدة أنا ماكنتش أعرفها…
قرب منها أكتر، وقال بهدوء:
ـ لو غلطك إنك وجعتي، فده لأنك كنتي موجوعة… وأنا عمري ما هشوفك وحشة.
سكتت لحظة، وبصتله:
ـ بس أنا… انتقمت يا عمران. من أختي… ومن نفسي… وحتى منك.
ـ ابتهال… أنا مش هنا عشان أحاسبك ولا عشان حد يحاسبك ، أنا هنا عشان أشيلك واقف جمبك
قالها وهو بيقرب منها خطوة كمان،
وحضنها… حضن طويل، دافي، كأنه بيحاول يحبس كل وجعها جواه.
هي سابت نفسها،
دموعها نزلت على صدره،
بس قلبها بدأ يهدى.
ـ أنا مش هعرف أصلّح اللي بوّظته.
قالتها وهي بتتنفس بصعوبة.
ـ مش لازم تصلحيه لواحدك لانك ماغلطتيش لواحدك ...
كل واحد غلط وكل واحد بيتحمل نتيجه غلطه ولو ياسين من الأول راجل و كويس مكنش سمع كلامك
ابتهال اللى عدى عدا خلاص مش هنرجعه تانى خلينا فى بكره ومستقبلنا
ـ إحنا كده هنأجل خطوبتنا
ـ إحنا أصلا مخطوبين احنا هنتجوز على طول انتى فاهمه غلط
ـ ده اللى هو إزاى انا مش فاهمه .
ـ مش فاهمه ايه ؟؟؟ اللى فى ايدك دى دبله ولا صباع موز
ـ دبله
ـ كل الحكايه إننا هننقلها من اليمين للشمال
ومأذون يكتب الكتاب وشويه معازيم يهيصوا
بصتله ابتهال باستغراب
ـ ده ايه السهوله دى اللى بتتكلم بيها مكنش حد غلب
ـ الناس هما اللى بيصعبوها على نفسهم اسمعى منى بس
ـ ولزمتها ايه الناس بقى 😏
ـ لا ازاى اماال مين اللى هيرقص ويزغرط
ـ لأ اقنعتنى
ـ شوفتى انا مقنع ازاى
الشقه موجوده ومتوضبه وجاهزه
هنخرج من هنا نروح نحجز العفش ونجيب الفستان
ـ لأ طبعاً انا مش موافقه المفروض تكلم عمى الأول واتاكد إن أهلك موافقين
ـ بس كده عيونى
ـ بكره السبت هنجيلك انا وماما ونطلبك من عمى
ـ وفردوس تفتكر عمى هيوافق
ـ فكرى فى نفسك..
خلينا نجهز كل حاجتنا ونختارها سوا ووعد منى يا ابتهال هعملك فرح الكل يحلف بيه انا لما بقول لك ننزل بنفسنا نجيب حاجتنا ده مش معناه ان انا بقل منك ابدا والله ربنا يشهد على كلامي بس انا كل اللي اقصده ان احنا ننجز في الوقت كفايه اللى ضاع من عمرنا بعاد
إحنا لو استنينا المشاكل تخلص فمش هتخلص
قالت له وهي بتبص بعيد:
ـ بس يعني… إنت متأكد؟
أنا لسه خارجة من دوامة كبيرة… وخايفة أكون داخلة على خطوة مش جاهزة ليها.
ابتسم لها، وقرب شوية، وقال:
ـ ابتهال، إحنا مش داخلين سباق…
إحنا بنبدأ من أول وجديد، على هدوء، على مزاجنا إحنا، مش حسب توقعات الناس.
بصتله، وسألته بنبرة خفيفة:
ـ طب وإنت شايف إني مناسبة ليك دلوقتي؟
ـ إنتي الوحيدة اللي كنت بدوّر عليها، ولما لقيتك… قررت ما سيبكيش تاني.
هو فين الوقت الصح غير دلوقتي؟
أنا وإنتي جربنا البُعد، ماجبش غير الوجع.
تعالي نجرّب القرب… يمكن نعرف نرتاح.
ضحكت بهدوء، وقالت:
ـ بس كده؟!
ـ أيوه، بس كده.
أنا مش طالب غير ضحكتك، وقعدة جمبك…
والباقي ييجي لوحده.
صمت عمران وظل ينظر لها بحبك وعلى تلك الابتسامه المرسومة على وجهها
ـ ماتجيبى بوسه
ـ نعم ؟ .. انت قولت ايه
ـ ايه بوسه بريقه
ـ تصدق انا غلطانه انى بكلمك امشى يا عمران امشى
وتركته لتذهب بعيدا عنه .. ركض خلفها عمران وامسكها من معصمها
ـ يا ستى خلاص ماتزعليش كده هستنى لبعد الجواز بس وقتها مش هاخدها بوسه 😉 هاخدها ..
ـ أسكت انت قليل الأدب
ـ لأ انا بحبك
ضحكت ابتهال وهي بتحاول تبان متضايقة:
ـ قليل الأدب!
قرب منها عمران، وهو بيهمس:
ـ قليل الأدب معاكي إنتي بس… ومش هبطل.
بصّت له بنظرة شبه غاضبة وشبه مكسوفة، وقالت:
ـ والله ما أنا متجوزاك.
ـ خلاص… نكتب الكتاب دلوقتي ونخلص 😂
ـ طب والله يا عمران لو فضلت كده مش هتكمل فرحتك…
أنا همشي واسيبك!
ـ وإنتي تفتكري ينفع؟
أنا بقيت متعود أصحى على صوتك…
وأسمع ضحكتك قبل ما أنام.
سكتت وهي بتحاول تخبي خجلها، لكنه قرب منها أكتر وهمس:
ـ وكل مره كنت بتخافي تقربي… كنت بستنى
ودلوقتي؟
مش ناويه على بوسة بجد؟ 💋
ـ بلاش قلة أدب يا عمران…
(لكن صوتها كان بيتهز من الضحك)
ـ طب ما تيجي نجرّب واحدة... ونشوف هتكفينا ولا نمد العقد 😉
ـ عمران 😳
قرب منها أكتر، وقال بصوت واطي جداً:
ـ أنا بحبك…
ومهما كنتِ عنيدة أو خايفة…
أنا عارف إنك بتحبيني أكتر.
اتكسفت، بصّت له بسرعة وسحبت نفسها، وراحت تمشي بخطوات سريعة وهي بتضحك:
ـ والله ما هكلمك تاني 😂
صرخ وراها:
ـ بس أحبك… وغصب عنك هتبوسي!
… بس بعد كتب الكتاب عشان ربنا يباركلنا 😇
ـ لأ محترم اوى بصراحه
فى منزل جبران كان يجلس يشاهد الاخبار وجد الهاتف يرن برقم ياسين
اجاب عليه على مضض مقررا أن ينهى حديثه معه فهو لا يحبه أبدا
ـ ألو سلام عليكم
ـ وعليكم السلام ازي يا حضرتك يا عمى
ـ بخير يا ياسين خير معاك
ـ عملت ايه فى فلوسى اللى عند ابتهال
ـ كلمتها ومأنكرتش
ـ طيب كويس هترجعهم امته بقى
ـ لأ مهى رجعتهم بس لولادك وقالت ده حقهم
ـ نعم ازاى ده يحصل انا عايز فلوسى انا ارتبطت بواحدة ومحتاج الفلوس دى
ـ دى مش فلوسك ده حق فردوس وولادك غير إن فى نفقه المفروض تدفعها ولو محلناش الموضوع ودى وقتها هنلجأ للمحاكم
ـ بس فردوس مضت تنازل عن كل حاجه فى وجود محامى
ـ بس نفقه ولادها مافيش أى ورق يمنع ولادك انهم يطالبوا بيه وابقى أسأل المحامى
ـ خلاص انا هاخد ولادى
ـ خدهم عايزهم هجبهملك بنفسى لحد عندك بشنطه هدومهم
ـ سكت ياسين يفكر في حديث جبران وتفاجئ من رده
هو لا يريد ابنائه ولا يريد أى مسئوليه تجاههم
تحدث جبران بحده
ـ بص يا ابن ال .... ناس
بصراحه كده بنتنا عايزه تشوف حياتها وولادك معطلنها لو مش هتدفع كل شهر نفقه العيال يبقى انت أولى بيهم
انت أبوهم برضو وهتخاف عليهم
ـ كلام ايه ده
ـ ده كلام الحق... وبعدين انت اولى بتربيتهم انت ابوهم ولما تتجوز مراتك تخدمك وتخدمهم هما كمان
ـ لأ انا مش موافق ومش هربى عيال حد
ـ يبقى كل شهر تدفع ٥٠٠٠ الاف جنيه نفقه ولادك اظن المبلغ ده مش كبير عليك ابتهال قالتلى انت بتاخد كام واحنا مش طماعين
وافقت كان بها موافقتش عيالك عندك ولو حصلهم حاجه وقتها هنبلغ عنك
سكت ياسين وندم انه اتصل بجبران هو كان فاكر إنه ممكن ياخد منه أى حاجة كمل حبران كلامه
ـ قدامك اسبوع ورد عليا يا تصرف على ولادك يا هتلاقيهم عندك بشنطه هدومهم
مع السلامه
في المركز، كانت فردوس قاعدة لوحدها، وعقلها مش سايبها ترتاح.
كلام ابتهال، ونظرة وفاء، وسؤال صغير بيزن في دماغها…
ـ هى بتحب مين أكتر من ولادها؟
بصّت قدامها، ومتخيله اولادها قصادها
ـ أنا بعدل بينهم…
ما بحبش حد فيهم أكتر من التانى،
حتى لو حد تعب، أو اتظلم،
بحاول أكون واقفة في النص…
ما بفرّقش.
نزلت دمعة من عينها، ومسحتها بسرعة… وكملت تفكيرها:
ـ لو كانوا عدلوا بينا…
لو كانوا ربونا على العدل…
كان زمانى أنا وابتهال حبايب
ولا كنت هغير منها
ولا كانت هى هتكرهنى
حسّت بغصة في حلقها، وبصّت لنفسها كأنها بتحاسب الدنيا كلها:
ـ يعنى أنا قدرت أعدل بين ولادى،
وهما معرفوش يعدلوا بينا؟
كان صعب؟
ولا كان اختيار؟
أغمضت عينيها وهمست:
ـ كنت بحب أبقى المفضّلة…
بس كنت مستنية حد يحبنى عشانى
مش عشان ضعفى…
ولا مرضى…
ولا عشان يشفق عليا.
فتحت عينيها، وقالت بصوت مسموع رغم إن مافيش حد حواليها:
ـ يمكن لو كانوا عدلوا بينا…
مكنتش هبقى بالشكل ده
مكنتش هخسر أختى
مكنتش هبقى مليانة غيرة ووجع.
يتبع
قربنا من النهايه 🥹🥹🥹