ملكة المستذئبين
رواية ملكة المستذئبين بقلمى اسماء ندا
الفصل الثاني
برغم من حديثى إلى ذئبتي لكن ذئبتي لم تجب، وبدا القلق يدب فى قلبى، حاولت أن أتحرك ولم أستطع ، لأنه تم القاء شبكة من الحبال على قدمى وقيدتني وشئ ما بدأ يجذبنى إلي أعماق الغابة أكثر، لم يكن أمامي حل آخر غير أن أتحول وتخرج ذئبتي الى العالم ،وعلى الرغم من معرفتي بكم الألم الذي سوف أعانيه، لكن خوفى دفعنى لبدء التحول، كنت أسمع تكسر أضلعى مع صوت صراخي من الالم الذي سرعان ما أخفاه صوت عواء ذئب الخاصة بى كوكي، وسرعان ما قطعت بأنيابها الحبال وحاولت الفرار لكن عندما استدارت ظهر أمامنا واحد من مخلوقات مصاصى الدماء، وقام بطعن معدة كوكي بواسطة مخالبه الطويلة .
وقعت أرضا وعدت إلي شكلى البشري، لكنى شممت رائحة ذئب غريبة ، كان قد هجم علي مصاصي الدماء وفصل رأسه عن جسده ، ثم فقدت الوعي لكنى سمعت كوكى تهمس لى
"هذا هو رفيقي ، لن يتركن مصابة هنا ، هو ملكي انا وانا ملك له "
فيكتور بعد أن اتفقت مع وزير المعاملات الداخلية وهو صديقى المقرب ايضا علي الذهاب في الليل إلى الغابة المظلمة، بعد حصولنا على التصريح من مخلوقات مصاصى الدماء، انطلقنا فى وسط مجموعة من المستذئبين ثم بدأت بالتحقيق مع بعض الذئاب التابعة ألي قطيع الكامي ، وانا فى شكل الذئب، لذلك شممت رائحة ذئبه جريحه بالقرب ، تركتهم ثم أسرع فى اتوغل فى الغابة حتى سمعت صوت أنين يصدر من عمق الغابة ، وعندما اقتربت شممت رائحة جميلة جعلت الذيب الخاص بى يسرع باتجاهها ، عند وصولي رأيت أحد مصاصي الدماء يهجم على أنثى ذئب ، و دون تفكير هجمت عليه وفصلت رأسه عن جسده ، ثم استدارت كي أرى الذئبه ، واذا بها فتاة جميلة تستلقي على الأرض ، ذات شعر اسمر قصير وجسد نحيف ولكن يمتلك سحر الأنوثة ، تحولت إلي شكلي البشري واقتربت منها أزيل خصلات شعرها من فوق وجهها وانا أشعر بسعادة وفى نفس الوقت صرخ الذيب بداخلى
" انها هي، رفيقتي و ملكي انا ، وانا ملكها ، احملها الى القصر لن نتركها هنا"
ثم اصدر صوت عواء ضخم من السعادة ، حملتها مسرعا بالعودة كي أنقذها واستخرج سم هذا الشيطان من جسدها، وصلت إلى أقرب قبيلة فى المنطقة المجاورة للغابة المظلمة ، وقام قائد القبيلة بأحضار طبيب القبيلة، بعد ان وضعتها على الفراش أخفيت جسدها العاري ب غطاء من الفرو وابتعدت قليلا كى اترك مجال للطبيب ان يتابع استخراج السم من جسدها .
استغرق ساعتين كي يستطيع استخراج السم، وانا اشعر بالم بقلبي عند استماع صوت أنينها كل فترة حتى عم الصمت عندما انتهى الطبيب، وأمر بأن نتركها تنام فترة طويلة كي يلتئم أضلعها المنكسرة ، أمرت بإحضار ناقلة كي يتم نقلها إلى القصر وأخذت الطبيب معى كي يباشر علاجها هناك وبعد ان وصلنا للقصر و دخلنا انا و صديقى المقرب إلى غرفة المكتب تحدث هو الى
بيير " إذا ! من تكون هذه الفتاة ؟ "
فيكتور مبتسما "رفيقتي و ملكة القصر قريبا "
بيير " الان فهمت ، اخير حصلت على رفيقة، فليكن الرب قى عوننا ان لم تعجب بك هى"
قال فيكتور " اصمت قبل ان انتزع قلبك بيدي"
قال بيير ضاحكا " حسنا ، لكن تذكر أن نغزة القلب إن لم تكن متبادلة لن تستطيع الزواج بها"
نهضت وتركت بيير مازال يحاول التوقف عن الضحك فى الخلف ، ثم صعدت إلى الغرفة التي تنام تلك الفتاة بها ، تلك الفتاة التى دق قلبي لها وعرف الذئب داخلي انها هى وليفته، تقدمت بحذر حتى لا تشعر بي، ثم جلست بجوارها على الفراش وهمست لنفسي
" لا يمكن ان اخسرك بعد أن بحثت عنك على مدار سنوات مرت، لا أهتم لكون جسدك البشري ضعيف، لكن هل تعلمين انك رغم ضعف جسدك البشري فإن الذئبة التى بداخلك تمتلك قوى خارقة فى العلاج، لا أعتقد أنك تعلمين ذلك فليس الجميع يستطيع التحدث مع الذئب بداخله "
قبلت رأسها ثم ابتعدت وعندما وصلت إلي باب الغرفة همست مرة اخرى
"على الرغم كونك رفيقتي ولكن سوف اكون قاسي عليك لانك اخترقت قانوني ودخلت غابة الظلام "
أغلقت الباب وذهبت الى غرفته بعد ان تواصلت مع صديقه بيير من خلال خاصية التخاطب وطلبت منه إحضار قائد المنطقة الشمالية فى الصباح .
صباح اليوم الثاني بعد أن أنهي تدريباته اليومية و تناول الإفطار ذهب إلى غرفة المكتب حيث كان ينتظره قائد قبيلة المنطقة الشمالية ومعه بيير وهو يلقب بين المستذئبين ب التابع الخاص وهذه يجعل مركزة الاجتماعى اعلى من الوزراء، عندما دخل إلى الغرفة نهض الجميع احتراما له، ثم أشر لهم بالجلوس وتوجه للجلوس على المكتب
قال قائد المنطقة الشمالية للحدود " مرحبا أيها الملك ، اعتذر للذب حدث "
قال فيكتور " هل تعتقد ان اعتذارك يكفي، ان اهمالك فى حراسة حدود الغابة المظلمة ومنع أي مستذئب من المرور إليها تسبب فى إصابة رفيقتي اصابة بالغة"
قال قائد المنطقة الحدودية الشمالية " لقد وضعت حراسة كبيرة ، ولم يراها اى منهم ولا احد يعلم كيف قد مرت،وانا بنفسي صباحا رأيتها وهي عائدة إلى منزلها بعد انتهاء الهجوم السابق من قطيع الكامى"
قال فيكتور "عندما تستيقظ الفتاة سوف احقق معها بنفسي، لكن هذا لن يمحى أهمالك ، هذه المرة سوف اكتفى بإنذار ولكن المرة القادمة سوف أقتلك بيدي أمام قبيلتك ، هل فهمت؟ انصرف الآن ، انتظر، ما اسم الفتاة؟"
قائد المنطقة الشمالية "من ؟ "
ضرب فيكتور المكتب أمامه بكف يده وقال "غبي ! الفتاة النائمة بالاعلي ما اسمها"
قال قائد المنطقة الشمالية " اسمها كارولين ، وليس لها عائلة فقد قتلهم الكامي عندما أخفوا الفناة عنهم "
قال فيكتور "حسنا، يمكنك الانصراف "
بعد انصراف قائد القبيلة، أمرت بير بتحضير جيش كبير والعودة إلى الغابة المظلمة وإحضار قائد قطيع الكامي باى شكل حتى وإن اضطر لإنهاء على القطيع بالكامل .
مر شهر على بدء القتال مع قطيع الكامي واشترك معى العديد من القبائل ، لم اكن اتوقع ان هذا القطيع قد زاد هكذا فى العدد والتجهيزات القتالية، وأصبح أقوى عن الماضى واقتربت من تكون قبيلة كبيرة، اعلم انى قللت من شأنهم فى الماضى وقد فاجأني كبيرهم عندما عقد اتفاق مع بعض قبائل الفامبير ، وهم المنشقون أيضا عن ملكهم ومخلوقات مصاصى الدماء الاولى ، ولهذا استمرت الحرب شهر كامل ولكن انتهت بقتل قائدهم واعطيت المنصب لأحد اتباعه الذين تعهدوا بالولاء لي ، أثناء هذا الشهر ظلت " كارولين" نائمة ما بين غيبوبة واستفاق، لكن تم التحام أضلعها فى بعض ساعات فى بداية رحلة العلاج، وما تبقى وجعلها تدخل بغيبوبة بعد أخرى فقط هو استخراج السم من الجسم وذلك هو السبب الذي ترك أثر على عقلها وجعلها تنام ، كنت بكل ليلة اذهب الى غرفتها و اجلس بجوارها استمتع بالنظر الى وجهها الذي يشبه برائة الاطفال ، وفى الصباح اتركها واذهب لكي أدير أمور المملكة وأشرف على الحرب .
مثل كل صباح ذهبت الى غرفة الطعام مضطر حتى أستطيع أداء مهامي على أكمل وجه و بعد هذا ذهبت الى غرفة المكتب حيث ينتظر بعض قيادات قبائل المستذئبين و ملكة مملكة الجان و ملك مملكة مصاصي الدماء و ملكة السحرة و قد غاب عن الاجتماع ملكة الطيور الجارحة وهذا أغضبني كثيرا ، لكن تذكري وجه رفيقتى جعل غضبي يختفى ، بدأت انا اولا الحديث بصفتي ملك ملوك الأرض المنيرة وانا من طالب بذلك الاجتماع
" لقد اجتمعت بكم كي نتحدث فى بعض الامور التي تخص عالمنا، فقد سمعت بعض الحوادث فى الغابة السوداء من قبل الفامبير "
قال ملك الفامبير " ايها الملك انا لا اعلم من فعل هذا ، و من فعل هذا لم يأخذ منى تصريح وبالتأكيد هم من الجماعات المنشقة عن مملكتى"
قال فيكتور " ماذا ؟ هل كنت تريده أن يأخذ تصريح ؟ بالطبع الملك الذى يدع أفراد مملكته يتصرفون كما يريدوا ليس بملك بل أشبه بتابع ذليل ، لكن ان كانوا منشقين فعليك محاسبتهم "
قال ملك الفامبير "سوف احاسب من فعل هذا واقتله "
قال فيكتور " إن لم تفعل انت فى اقرب وقت سوف اقتلك انا بنفسي ، فلن أسمح بوجود ملك ضعيف داخل الاتحاد "
قالت ملكة السحرة فى محاولة لتغيير الموضوع وتهدأت الامر قبل ان يزيد الانشقاق "ألم يحن الوقت لنقابل ملكة المستذئبين ونبارك لكم "
قال فيكتور "لا، ليس بعد ، انها لازالت متعبة "
كنت على وشك إكمال الحديث إلا أن الذئب داخلي همس لى ان شئ ما حدث إلي رفيقتنا ، لهذا انهيت الاجتماع مسرعا ، ثم صعدت إلى غرفتها وجدت الأطباء يجتمعون حولها ، فصحت بهم
"ماذا حدث ؟ "
قال أحد الأطباء "نحن لا نعلم، ماذا حدث، لكن مقاومة جسدها آثار السم أصبحت ضعيفة جدا فجأة بدون أسباب "
قال فيكتور " افعل شئ ، لا تخبرني الآن أنك لا تعلم ماذا تفعل"
قال طبيب آخر "لا يوجد حل غير شئ واحد فقط "
قال فيكتور " ما هو هذا الحل"
قال الطبيب " كما تعلم اني من مملكة السحرة ونعلم أن المستذئبين فقط من يشعرون ببعض و ايضا يمكن لسلالة الحاكم شفاء رفيقته عن طريق نقل دم لها وهذا عن طريق العض ولكن هذا من الممكن أن يكون خطر فقد ينقل إليك الضعف البشرى من جسدها"
قال فيكتور " لا أهتم "
قال الطبيب "يوجد شرط واحد آخر، يجب أنت تكون عملية العلاج هذه عبر علاقة جنسية كاملة "
قال فيكتور "ماذا ؟ أنت تعلم أني لا استطيع الا لو كانت زوجتي هذا قانون الذئب "
الطبيب الآخر " يمكننا ان نجعلها تستيقظ لمدة أربع وعشرون ساعة فقط ،ولكن هذا به خطوره عليها ايضا ، فكر جيدا قبل القرار "
خرج الجميع من الغرفة كي نبقى انا وهى بمفردنا ، وعلى الرغم من سعادتى انا و ذئبي إلا أني لا أستطيع الاختيار فكلا الامران خطيران، جلست بجوارها وأمسكت يدها ثم بدأت أتحدث الى ذئبى
" لا اعلم ماذا افعل ريو ؟ هل أسمح لهم بأيقاظها ونقيم عرس وتتوج ملكة واتزوجها ؟ أم اتزوجها دون علم أحد وأطلب من الأطباء كتمان الأمر ثم عندما يتم شفائها اقتلهم ؟ "
قال ريوا "تزوجها سرا و اتركنى انا أقتلهم "
شعرت بيدها تضغط على يدى بضعف ، اقتربت من وجهها واستمعت لها تهمس
" اياك وقتلهم ، أنا مستيقظة ، أوافق على الزواج منك واخبر الجميع التتويج بعد أن نعود من شهر العسل"
ابتسمت لاني اعلم ان هذا صوت المستذئب داخلها وليس صوتها ، ولكن أى يكن فقد وافقت، نهضت ثم ذهبت الى الاطباء وأخبرتهم بقراري، ثم توجهت الى غرفة المكتب وأمرت تابعى "بيير " بتجميع القادة وملوك جميع ممالك عالمنا وأخبرهم بأنه سوف يتم زواجي من احدي المستذئبات من قبيلة منطقة الشمال الحدودية ، لكن سوف يتم تأجيل حفل التتويج حتى عودتنا من تجمع البحور (( موقع خاص بالملوك لقضاء الإجازات به و شهر العسل )) ثم عدت إلى غرفتها وانا اشعر بسعادة ، أخيرا سوف تستيقظ وتكون ملكا لى اقتربت منها مقبلا عنقها ثم قضمت باسنانى جزء صغير من العنق تاركا بعض دمائى تسري داخل شريانها، هكذا وضعت علامتى عليها ، دليل ملكيتي لها.