ملكة المستذئبين
رواية ملكة المستذئبين بقلمى اسماء ندا
الفصل الخامس عشر
خلال الثلاث ايام كنت افكر كيف اوقفها دون حرب ولم استطيع ايجاد حل لهذا لجأت الى مكتبة القصر فانا على يقين اني سوف اجد الحل بين سطور الكتب ، دخلت الى المكتبة وبقيت جاسمين بالخارج تراقب اى حركة ، بدات اتصفح الكتب ولكنى لم اجد ما اريد وبدأ اليأس يداعب قلبى حتى ظهر نورا من احدى الرفوف المرتفعة ، احضرت سلما وصعدت الى هذا الرف الذي لم يتواجد به إلا كتاب واحد قديم والغبار يملأ الرف وما أن أمسكت الكتاب حتى أصدر انوارا من طاقة زرقاء ، وضعته داخل حقيبتي ثم خرجت متجهة إلى غرفتي انا و فيكتور و كانت تتبعني جاسمين، جلسنا على الفراش سويا كما كنا نفعل بالماضى فى طفولتنا، أخرجت الكتاب الذى زاد توهجا ، ولكن جاسمين اخذته من يدى وقالت
" دعينى افتحه انا ، فاذا كان به خطر لا تصابي انت"
لم أستطع منعها وفتحته هى ولكن وقعت منه رسالة قديمة فاخذتها وفتحتها سريعا
(الرسالة )
لا أعلم كم مر من السنوات قبل أن يجد احد رسالتي،اعلم انه لن يجدها سوى صاحب النبوءة ، تمنيت كثيرا لو كنت قابلته بنفسي و لكن لا يهم ما اتمنى المهم ان تصل كلماتي له ، اعتذر انى غزوة أحلامك ولكن لم يكن لى اختيار كي أمهد لك مهمتك ، تلك المرأة التي رأيتها بالاحلام أول مرة كانت صوت الحكمة بداخلك ، اما الثانية فهى صوت الحياة بداخلك واخيرا تلك الصورة فى اخر حلم كانت لنفسك المغرورة كى تعلمى ان لكل منا صفات جيدة وصفات سيئة ولكن العقل من يتحكم بهم ، والان يجب ان تعلمى ان مهمتك صعبة وهذا الكتاب سوف يخبرك بجميع الاجوبة للاسئلة التى تدور بعقلك ، اعلم انك تتسائلين من انا ، بكل وضوح انا والدة فيكتور واخت "درين " التى تحتل جسد ريبيكا ، انا احدى ملكات التاج ، واخيرا شكرا لك لاهتمامك وحبك لابنى .
امضاء
الملكة
أنهيت قراءة الرسالة وأنا أشعر بالفخر انى تزوجت ابن هذه الملكة العظيمة التى خططت لكل شئ ، فتحت الكتاب وتذكرت ان على ان اسأل كى يجيب ،فنطقت
" لماذا ريبيكا تريد إقامة حرب ؟ "
(( ريبيكا ، شخصية لا تستطيع التخلص من مشاعرها السلبية لم تحظى ابدا بعائلة محبة وقد زرع والدها الكرة والقوة التى تجعل كل من حولها يخافها وينفذ أوامرها ، توقفت عن الشعور بالحب خاصتا عندما ابتعد عنها أخواتها غير الشقيقات ، تسعى فقط لتحقيق حلم والدها الذي لم يعترف بها يوما كى تثبت له انها الوحيدة من بناته التى كانت تستحق ان تحمل اسمه و تحظى بحبه ))
" ماذا افعل لإيقاف الحرب دون قتال؟"
(( اولا يجب عليك تدمير البلورة لإضعاف قوى ريبيكا ، ثانيا
التضحية بشئ او شخص قيم عندك كى يحل السلام ))
كسر البلورة اولا وهذا ممكن فهى بحوزتي ولكن من هو او ما هذا الشئ الذي سوف اضحى به، لايهم الان نبدأ بالخطوة الاولى
نهضت وذهبت الى مكتب فيكتور حيث وضعت البلورة فى الخزنة هناك ، ثم اخرجت البلورة و القيتها بالأرض ولكن لم يحدث شئ فلم تخدش
" البلورة لم تنكسر ، ماذا افعل ؟ "
قالت جاسمين " اتذكر ان ابى قال لو وضعت قواك داخلك فسوف تهزم نفسك وان نظرت الى حسامك فلا تخف قد تكون بداية جديدة "
" وماذا يعنى هذا الكلام ؟"
" ما هو الحسام ؟"
"السيف "
قالت جاسيمن "اذا المعنى أن وضعت أفكار اليأس داخلك سوف تهزم و لكن ان نظرت للسيف فلا تخف فهو النصف العابر للنور صوت النصر ، نعم سيف والدنا الذى صنعته امى والقت عليه تعويذة سحرية "
" انت ذكية جدا ، ولكن اين السيف الان"
قالت جاسيمن " دقيقة واحدة وسوف اعود "
ابتعدت عنى لمسافة ثم وقفت كما لوكانت تحمل شئ بيدها واغمضت عينها وبدأت تردد بعض التعاويذ التى كنت اسمعها من امى بالماضى ، لحظات وظهر السيف بين يدها ، اخذته منها ورفعته عاليا ثم ضربت البلورة بقوة فتدمرت الى اشلاء صغيرة ، استدارت كى اهني جاسمين لانها من أحضر السيف ولكنها كانت ممدة على الارض حملتها فوق ظهرى حتى وضعتها فوق الفراش ثم نظرت إلى الكتاب وقلت
"والان باقى شئ اخر ما هو الذى سوف اضحي به وكيف اعلمه "
فى مملكة الجوارح صرخت ريبيكا بقوة من الالم الذى اصابها وعلمت ان النصف الاخر من روحها قد تدمر والان ليس امامها الكثير من الوقت قبل ان يفنى الجسد الذي يحمل باقى روحها وان حدث سوف تتدمر وتنتهي
قالت ريبيكا " لن ارحمك يا كارولين ، اعلم انك من وراء هذا وسوف أنتقم منك "
(داخل مملكة المستذئبين )
بعد ان فاقت جاسيمن خرجنا ونحن نضحك على ما فعلناه ثم عدت الى بيتى وانا احمل بيدي السيف ودخلت الى قاعة التدريب كى أضعه بجوار سيف زوجي ، لم أشعر بوجود فيكتور حتى انى لم أشم رائحته ولكنه عندما هم بالتحدث افزعنى ، صرخت به
"يا الهى ، لقد فزعتنى "
قال فيكتور "مما أنت خائفة "
قلت " لا شي "
قال فيكتور بصوت هادئ وبه شي ما لا اعتاده "متأكدة "
نظرت له ثم قلت "اجل، مما سوف اخاف"
لا اعلم لماذا تحدث معى ببرود هكذا وكأنه غاضب من شئ ما ، تركنى وخرج من الغرفة ولكنى تتبعته الى غرفة النوم ، وقلت
"لماذا شيطاني غاضب؟"
" دعينا لا نتحدث بهذا الأمر"
" لكنى اريد ان اعلم حقا ما يغضبك حبيبى "
"لا شئ انا فقط حزين لما حدث للاطفال ، كنت اتمنى ان اراهم يكبرون واعلمهم القتال"
"جميعنا نتألم لما حدث لهم ، ولكن يجب عليك أخذ الثأر لهم"
"صحيح "
"والآن أخبرني ما سبب غضبك "
" غاضب لان رفيقتى وزوجتى تريد ايقاف الحرب دون اخبارى عن ما تقوم به "
" احاول وقف الحرب بأنقاص من قوة ريبيكا و إيجاد نقاط ضعفها ، انا لم اخفى عنك شئ ، لقد كنت اتيه اخبرك "
" وبأى صفة تقومين بهذا "
" بصفتى الشخص الذي بالنبوءة "
" عزيزتى لا وجود لهذا الشخص والنبوءة ما هي إلا أساطير"
" اذا لا وجود ايضا لوالدتك "
" وما صلة والدتى "
"اعلم انك على دراية ان والدتك من احدى ملكات التاج وان من بجسد ربيكا هى اخت والدتك "
" كيف علمت كل هذا؟"
" لا يهم ، بل المهم لماذا لم تخبرنى انت عن والدتك وعن ريبيكا"
" فعلت هذا من اجلك "
" لا انت فعلت هذا من اجل نفسك كى تحتفظ بى "
فيكتور بصوت مرتفع " أنا أفعل كل شئ لاحميك من نفسك
كنت اعلم طبيعتك سوف تجرفك للخطر ولكنك ترينى انانى بحبك "
"انا لم اقصد هذا "
" سوف اريك كيف اكون انانى، انت ممنوعه من الخروج أو التدخل لمنع الحرب "
"ارجوك لا تفعل"
"هذا قرارى وسوف اضع حارس على باب البيت يمنعك من الخروج "