ملكة المستذئبين
رواية ملكة المستذئبين بقلمى اسماء ندا 
الفصل الثاني عشر
مرت الايام بهدوء نسبى وجاء يوم المسابقة السنوية التي تقام بين الممالك كنوع من الاحتفال بتوحيدها، هذا يوم مهم جدا للجميع، استيقظت مبكرا جدا وذهبت الى القصر، فقد انتقلنا منه منذ شهر تقريبا الان ، كى اجتمع مع ماجي و ماتيلدا و مجموعة الملكات و ايضا كبيرة الحرس النسائى التى كنت عينتها، بدات حديثى
" ماتيلدا انت والخدم والفتيات من المملكة تهتمون بتجهيزات الطعام ، أما قادة الحرس فسوف تساعدنى على تجهيز التأمينات بمساعدة قائد الجيش حول المملكة، أما ماجى هى وباقى الملكات عليكم بالاهتمام بالأزياء التي سوف تكون هذا العام موحدة "
كنت أعلم ما أقوم به ، اولا لان ماتيلدا تحب الطبخ ولها لمسات سحرية ، أما ماجى فهي حامل وعلمنا انها تحمل توأم فلن تستطيع التحرك كثيرا، وباقى الملكات يردن فقط الظهور بمظهر المساعدة ولا يفعلون شئ ، اما قائدة الحرس فهى نفس الفتاة التى استخدموها لقتلى سابقا وقد تم علاجها بل وقامت ملكة السحرة بصنع درع عامى حول مخها كى لا أحد يستغلها مرة ثانية، ومن يوم ما عملت فى الحراسة لدى وهى لا تخرج كثيرا وتظل مجاورة لى دائما .
تحركنا الى ساحة المملكة نفس المكان الذى تم تتويجى به، تذكرة كلمات اختى التى فهمت منها أنني الشخص صاحب النبوءة الذي سوف يمنع الحرب ولهذا السبب تريد ملكة الجوارح قتلى ، واريد مواجهتها رغم عدم سماح فيكتور لى بذلك وهذا كان سبب للعديد من شجارتنا سويا الفترة الماضية مثل آخر شجار عندما طلبت منه ان يساعدنى فى مقابلة ملكة الجوارح لانى مؤمنه ان بداخل كل شخص جزء من الخير لكنه رفض تماما قائلا انها ليس بها ذرة من الخير ، استدرت اكلم قائدة الحرس التي اشعر انها تفكر فى شئ ما ولم تخبرني به
" اعلم ان هناك شئ ما بتفكيرك، ما به "
قائدة الحرس " أشعر بأن رفيقى لم يعد يهتم بى "
"قد يكون مشغولا فى الحماية ، لا تخفى مشاعرك اخبريه "
قائدة الحرس "حسنا سوف افعل "
تناقشنا بعد ذلك فى الترتيبات الامنية وتكلمت مع منظمة تختص بتزين أماكن الاحتفال وطلبت منهم تزين المكان باشرطة فضية وتنشر الورود البيضاء بكل مكان ، ثم شاهدة فرقة العروض التى سوف تؤدى فى بدء الحفل، اخيرا انتهيت وعدت الى القصر كنت اتمنى ان اذهب الى البيت لأخذ استراحة ولكن الوقت كان قليل فذهبت الى مطبخ القصر كى ارى ماتيلدا،
كانت أنواع وأصناف المأكولات الشهية قد ملأت المطبخ بالفعل اقتربت كى اتذوق بعض منه وكم كان لذيذ يشعرنى انى اطير فوق السحاب
قالت ماتيلدا " ما بك؟ هل انت جائعة ، سوف تنهي طعام الاحتفال كله "
" اوه ، انه لذيذ جدا"
" اجل اعلم ، لذلك تركت لكى بعض منه فى غرفتك بالاعلى "
" شكرا لك ، انت حقا صديقتى الاروع "
صعدت الى غرفتي بالقصر التى لم يتغير شئ بها فقط ينظفوها وبعد ان انهيت الطعام، تمددت بالفراش كاننى دب فى موسم البيات الشتوى ، بعد فترة استيقظت على لمسات فيكتور وهو يهمس كى استيقظ ولكنى كنت غاضبة منه لأنه صاح بوجهي عندما رفض ان اتحدث مع ملكة الجوارح ،فاستدارت ولم أنظر إليه
"اعتذر لما فعلت ، حبيبتى انا اخاف عليك"
" انا لم اخبرك انى سوف اواجهها فى حلبة الملاكمة "
"وانا مازلت ارفض"
"وانا لن اتكلم معك ثانيا "
تركته وذهبت الى المرحاض وما ان اغلقت الباب حتى سمعت تهشم زجاج المرايا ثم صوت باب الغرفة يغلق بقوة ، اعلم ان رد فعلي سيئ ولكن عليه أن يثق بى كما أثق به، بعد أن أنهيت حمامي ، ارتدت فستان أزرق اللون مغلق الرقبة وله أكمام طويلة، عند خروجي من الغرفة اصطدمت به، فرعت عينى انظر لعينيه فإذا بها حمراء من الغضب، لقد الم قلبى بهذه النظرة لذلك وقفت على طرف أصابع قدمى، نظرا لفرق الطول وقبلته برقة لتعود عينيه لصفائها، ثم حاولت ان اتخطاه ولكنه جذبني اليه هامسا
"اريد المزيد هذه ليست كافية"
" اممم وهل يمكنك الاكتفاء منى ؟"
لم يجب بل أخذ شفتى بقبلة شغوفة وقويه ،ابتعد عندما شعر باحتياجي للهواء بضربي بيدى على صدره ، ثم وضع جبهته على خاصتى
" كم أنت جميلة فى هذا الفستان ؟ كم من الوقت سوف اظل امنع عنك مشاعري؟ "
"اى مشاعر ؟"
" لن تفهميني الان طفلتى "
" كما قلت طفلة والأطفال لا تهتم"
ابتعدت عنه بسرعه وانا ابتسم ، وهو يضحك على ما قول ،
عندما نزلت للطابق الاول كان الجميع فى أبهى صورة و ينتظرونا ، توجهنا جميعا إلى السيارات التي اتجهت إلى الساحة، وما ان وصلنا اتجهت انا و فيكتور الى المنصة المخصصة لنا بين الملوك وكانت ملكة الجوارح تقف بعيدة قليلا ولكنها تنظر لى نظرات سوداء مظلمة ، بدأ فيكتور بإلقاء كلمته
" مرحبا بكم جميعا فى مملكة المستذئبين وكما تعودنا كل عام ان تقام هذه المسابقة فى كل مملكة بالتتالى وهذا العام جاء الدور على مملكة المستذئبين ولكن كل عام كنت بمفردى على خلاف هذا العام فرفيقتي متواجدا معي، وسوف أترك لها الكلمة"
" شكرا لك زوجي الغالي ورفيقى وملكي ، اردت ان اكون فردا منكم وها قد تحقق حلمي ، اتمنى للجميع الاستمتاع بالمملكة وتذكروا ان المسابقة احتفالا بالسلام لا حرب بعد اليوم"
بعد ان انتهيت من خطابى سمعت تصفيقا قوى وهتافات الجميع بالسلام ، نزلت من فوق المنصة ممسكة بيد فيكتور لتحية الجمع ثم جلسنا على مأدبة الطعام ، اشترك جميع الملوك فى الاكل سويا ولكن مازالت ملكت الجوارح تنظر لى بغضب ، عند انتهائنا وانشغال فيكتور بالحديث مع الملوك توجهت اليها
" مرحبا بك فى مملكتنا "
ملكة الجوارح "قد أعلمتني اختك برسالتك ،واتمنى مفاجأتى لك كانت جميلة "
" قد سبق وتقابلنا ولكن تعلمين شيئا كم أنت حقيرة ،هل تعتقدين ان ما تفعليه سوف يضعفني"
ملكة الجوارح " الزمي حدك ، هذه المرة لن ارد عليك الاساءة ولكن المرة المقبلة فان لى فعل آخر، فكما استطعت ان اسبب لك غيبوبة لفترة استطيع قتلك"
" اى غيبوبة "
ملكة الجوارح " تلك الفتاة التي تحدتك فى حلبة الملاكمة انا من تحكمت فى عقلها ، حتى اختك تحت سيطرتى ، جعلتها تؤمن ان فيكتور هو قاتل والديكم وانت عدوتها وفى الحقيقة انا من كنت أتحكم بها منذ طفولتها وانا من قتلت والديكم "
" حقيرة ، قاتلة ، ما اسبابك لفعل هذا بى وبها ؟ "
ملكة الجوارح " لأن الملوك القدامة اختاروك انت كى تحملي جينات القوة الملائكية التى كنت أحلم بها ثم أخذت الشخص الذى فعلت المستحيل كي احصل عليه حتى قتلت والداه بسبب رفضهم لى "
"مسكينة ، انت هكذا لانك لم تجدى شخص يهتم بك ولكن ان تغير تفكيرك يمكنك إيجاد رفيق "
ملكة الجوارح " لن أغير رأي وهذا الرابط بينك وبين فيكتور سوف تكسرية بإرادتك وتبتعدي عنه ، فقط انتظري وسترين ماذا سوف افعل؟"
"أحلام بائسة، لا احد يستطيع ان يفرق بيني وبين فيكتور "
تركتها وابتعدت حتى لا يرانا فيكتور ويغضب وانا اشعر بالشفقة عليها ،فهى تفتقد الحب لهذا تمتلأ بالشر ، جلست فى جانب من الحفل احاول اعادة التفكير فيما قالت وكيف سوف تبعد بينى وبين فيكتور، اعلم انها لا تستطيع فعل شئ ولكن لما انا قلقة هكذا ، حاولت اخفاء مشاعر القلق ثم توجهت الى طاولة الملوك حيث يجلس فيكتور
"امل ان تكون حفلتنا راقت لكم "
تحدث الكثيرون "الحفلة رائعة جدا ، شكرا لك"
احتضنت ذراع فيكتور بعد ان جلست بجوارة فقد شعرت انى احتاج قربه فهمس لى
" ما بك ؟"
" لا شئ، فقط اشتاق لك "
" سوف استأذن منهم ونرحل "
ودعناهم وخرجنا من الساحة نتمشى سويا، كانت أحياء المملكة تكاد تكون فارغة نظرا لمشاركة الجميع فى الاحتفال، ذهبنا الى منزلنا ، اردت الذهاب الى المرحاض ولكنه سبق وذهب هو فاكتفيت بتبديل ملابسي ، جلست على الكرسي المقابل للمرايا امشط شعري وأضع بعض الكريم على يدي ،لمحت انعكاس فيكتور بالمرايا يقترب ثم وضع شئ ما على رقبتى كان باردا قليلا نظرت في المرآة ورأيت قلادة على شكل قلب مددت يدى وفتحتها وجدت مكتوب بها كلمة احبك ، نهضت واحتضنته وانا اشعر بدموعى تنساب على وجهي
" شكرا لك "
"اخبك ،من أول يوم رأيتك به ، كنت افكر في شئ اهديه لك لم اجد اجمل من صنع هذا لك بيدى لتكون ذكرى جميلة "
" حقا أنت من صنعتها "
" أجل، صنعتها لك، هذا الحجر الزجاجى بداخله دمائى "
" دمائك ، لم يكن عليك فعل هذا "
" بل كان يجب على فعل ذلك فأنت وجودك يحيينى وبعدك موتى "
" كنت اعتقد طوال حياتى انى ليس مقدر لى ان يحبني احد ، ولهذا كنت اتجنب كل الاحتفالات التي كنت تقيمها "
"وانا كنت ابحث عنك فى كل مكان وانت هنا بالقرب مني في مملكتي "
" اريد طلب شئ منك "
"فقط اخبريني وسوف انفذ "
" اريدك ان تدربنى على القتال بنفسك "
" حقا تريدين هذا "
"أجل ، لقد فكرت كثيرا ورأيت اني يجب ان اتدرب كى استطيع الدفاع عن نفسي ، فانا لا اريدك ان تقلق علي"
" يسعدنى هذا كثيرا ، اتعلمين شئ ، لقد جهزت ساحة للتدريب هنا انتظارا لهذا اليوم"
"حسنا، وغدا سوف اتحدث مع الطبيب للتخلص من تأثير هذه الحبوب "
" تذهبي بمفردك ، هل تريدى ان اقتل هذا الطبيب"
كارولين ضاحكة " نذهب معا ، انا لا اريد حرب أهلية هنا "
ذهبت الى الفراش وتمددت فوقه ولا اعلم لما ذهب عقلى فى فكرة الإنجاب
" مازلت تغلقيت على مجال التخاطر ، بماذا تفكرين "
" هل تريد إنجاب أطفال ؟ "
" طبعا ، ولكن لما تفكرين فى هذا الان"
"عندما ارى ماجى ، اجد عقلى يفكر هكذا "
" اممم انا ايضا اتمنى هذا لكن انتظر توقفك عن الخوف منى "
"شكرا لك"
"يكفى شكر وهيا نامى قبل ان اغضب "
" حسنا ،حسنا ،سوف اصمت ، هل امى من تتحدث "
" أجل ، انا امك واباك ورفيقك وحبيبك "
ضحكت ثم أغمضت عينى و من إرهاق اليوم غبت فى نوم سريعا، بالصباح بعد ان انهيت روتيني الصباحي نزلت الى المطبخ كي أصنع بعض الفطور لكنى فوجئت بـ ماتيلدا قد حضرت الفطار بالفعل وتنقله إلى غرفة الطعام .
" ماذا تفعلى هنا ؟"
" هل نسيت انى المسؤولة عن رعايتك "
"اجل هذا صحيح لكن فى القصر وليس هنا"
قالت ماتيلدا "بأي مكان تكونين به "
ابتسمت لها ثم جلست بجوار فيكتور فهمس لى
" لا تأكلي كثيرا فيجب الذهاب الى القصر والاكل مع الملوك"
" حاضر ، بضع لقيمات"
