ملكة المستذئبين
رواية ملكة المستذئبين بقلمى اسماء ندا
الفصل الرابع
خرج من الغرفة وهو يضحك بصوت مرتفع كأنه فاز بشئ ما، وانا استلقيت على السرير منتظرة الفتيات تاتى كي اتجهز لهذا الحفل ، أشعر الى الآن، أن كل هذا مجرد أوهام ، لم يكن حتى فى أحلامي أن يكون رفيقي ملك المستذئبين ،او حتى أمير المملكه ، كانت أقصى أمنية لي الحصول على رفيق من عامة المستذئبين، ولكن القدر كان له رأي آخر ، لقد أصبحت رفيقة الملك ، وقريبا سوف أصبح الملكة ، افقت من تفكيري على صوت الخادمة
" لقد تم إحضار أغراضك يا سيدتي "
" بهذه السرعة "
" لقد كان القائد فيكتور قد أمر بعض العاملين و معهم أحد الحراس بإحضار كل ما يخصك من بيتك بعد ان جاء بك الى هنا للعلاج"
" جيد، لماذا لم تخبريني باسمك ؟"
" أسمى ماتيلدا ، وقد تم إسناد مرافقتك لى "
" اسم جميل ، ماذا سوف نفعل الآن "
قالت ماتيلدا " سوف تدخل خادمتان الان و معهم حامل به فساتين زفاف مختلفة تختارى منهم أثنان "
" لماذا أثنان "
" واحد ل حفل مراسم الزواج والثانى لحفل استقبال التهنئة "
"هذا كثير ولم احضر مثل ذلك المناسبات من قبل ، حسنا فلنبدأ "
بعد ان انتهيت من اختيار الفستان جاءت سيدة وقورة يتضح أنها
من فئة السحرة ، لا يظهر عليها التقدم فى العمر ، تحمل حقيبة بها العديد من أدوات التجميل، لم تنظر إلي قط لمدة نصف ساعة ، وهي تنظم حقيبتها وتخرج ما بها فوق حامل المرايا وما ان استدارت ونظرت لى حتى صاحت
" يا الهى ، ما أجملك يا فتاة ، هل انت حقا من المستذئبين ؟ هل أنت متأكد انكي لست نصف ساحرة ؟ "
"لا اعتقد هذا، لكنى لست متأكده، فانا لا اعلم شئ عن أصول عائلتى "
" من خبرتي بالحياة في هذا العالم ، انك هجين بين مستذئب وساحرة، هل تعانين من تكسر بالضلوع عند التحول إلى ذئب ؟"
"أجل ، يحدث هذا، كيف عرفت؟"
"اخبرتك انا بعمر الخمسمائة عام، واعلم الكثير، ما اسم والدتك"
"امى ، كانت تلقب ب ديانا كرزون "
" اوه، اذا انت ابنة ديانا سيدتى الحبيبة الطيبة ،التىةقتلت على يد قطيع الكامي"
" هل كنت تعرفين امي ؟ "
اجابة السيدة وهى تبتسم "يمكنك قول من لا يعلم اميرة الساحرة الهاربة مع احد مستذئب الضاحية الشمالية يا عزيزتى، انها كانت قصة حب يتحاكى عنها شعوب ممالك عالمنا "
" لم أكن أعلم ذلك ،كنت صغيرة عندما قتلوا، هل يمكن أن تقصيها لى "
"سأفعل بالتأكيد لكن ليس الان يا عزيزتى، الملك ينتظرنا، لكن أعدك عندما تاتين الى بيتي سوف اقصها لك ، هذا هو عنوانى "
اعطتنى الساحرة كارت بالعنوان، ثم توجهنا إلى المرحاض كى تقوم بتجهيزي هناك ، مرت ساعات شعرت بها وكأنها سنوات، وبعد ان انتهيت من التزين و ارتداء فستان الزفاف ، خرجنا من الغرفه وسرنا حتى وصلنا بداية الدرج، كان فيكتور يقف هناك، كم كان فى غاية الجمال فى هذه البدلة السمراء ، التى تظهر عضلات ظهره وايضا طوله الفارع ، ذئبتي عندما راته كادت ان تعوى لكنى نهرتها بقوة ، عندما اقتربت منه و استدار لى وهو يبتسم، شعرت بنبضات قلبى تتسارع ، مد يده لي كي اتمسك بها ولكنه جذبني بين ذراعيه ،وهمس
" كيف لى ان انتظر وأنا أرى ملكة جمال عالمي امامي ، هل قبلتني كي أتذوق شهد شفتاك "
حاولت أن أخفي سعادتي وقلت له وانا احاول ان انهره
" ابتعد، ليس لك حق فى ذلك الان"
" ثلاث ساعات وسوف التهمك يا عزيزتى ، صبرا "
حررني من بين ذراعيه واكتفى بأن يحتضن كف يدى بين كف يده، ثم هبط الدرج وهو متمسك بى ، كان فى الاسفل ينتظر جموع من فئات مختلفة آتية من جميع أنحاء عالمي ، منهم من رأيت في عينه فرحة حقيقية ،ومنهم من رأيت الغيرة بأعينهم، لم اهتم حقا لمن حولى غير أني رأيت من بينهم " ربيكا " اجل هذه الفتاة من قبيلتي التى كانت دائما تتنمر على، ها هى تقف تنظر لى والحقد يملأ عينيها، شعرت بسعادة كبيرة، كما استمعت لصوت ضحكات ذئبتى ، مررنا بجانبها ثم توجهنا الى طاولة مستطيلة يجلس عليها أحد قضاة القبائل المتخصص فى عقد القران و فى الجهة المقابله له يجلس اثنان، اعرف احدهم انه قائد جيوش المملكة ، أما الآخر فهو قائد قبيلتي ، جلسنا فى المقاعد المخصصة لنا ، ثم بدأ القاضي بإلقاء خطبة تهنئة لبدء مراسم الزفاف .
بعد أن انتهى القاضي و أعلن زواجنا طلب من فيكتور ان يتحول الى هيئة الذئب ويقوم بحملى على ظهره إلى غرفة زواجنا، بالفعل تحول الى هيئته المستذئب ، و قد كان ذئب ضخم لم ارى أبدا ذئب ضخم هكذا، أقترب منى وجلس على الأرض بجوارى ، نهضت وجلست فوق ظهره وتمسكت به جيدا، وبينما كنت أجلس تحول أكثر من بالحفل إلى هيئات مختلفة ، منهم من كان ذئب، او شيطان من الفامبير، او من ظهر له أجنحة بألوان مختلفة ، أما البحيرة التى كانت القاعة تطل عليها امتلأت بأصناف كثيرة من حور البحر.
تحرك فيكتور من وسط الجميع ثم خرج من القاعة متوجه الى ملحق خاص بالقصر، كان قد تم تزيينه مسبقا بأفرع من السلاسل المضيئة والورود ، عند دخولنا هناك عاد الى هيئته البشرية، و كان عاريا فقد مزق التحول ملابسه ، اغلقت عيني مسرعه وشعرت بجسدي كأنه صبغ باللون الابيض مثل لوح من الثلج ، سمعته يهمس بالقرب من أذني
"هل زوجتي ورفيقة حياتي تشعر بالخجل "
لم اجيبه ولكني شعرت بجسده وهو يحاوطنى بزراعيه ،ثم حملني و بدأ بالتحرك ، لم أستطع فتح عيني فقد غاب عقلى مع دفئ جسده ، حتى سمعته يتحدث ثانيا
"هيا با صغيرتي ، افتحي عينيك وانظري لى لكي تشرق شمس دنياي"
فتحت عيني وأنا أشعر به يضعنى فوق فراش ثم أقترب من وجهى وبدأ يقبلنى رويدا رويدا ، سمعت ذئبتي تعوى بداخلى ،ولكن لمساته لى كانت تجعل عقلى يغيب عن الواقع ، ثم فجأة شعرت به يقضم بأنيابه رقبتى ويخترق بها الجلد ثم يبث بداخل شرايني شي دافئ، حاولت دفعه عني ولكن قوة سريان دمائه بداخلى أجبرت جسدى بالتراخى، والاستسلام له ، مرة أخرى جسدى يخذلني ويتفاعل مع لمساته لى .
لا اعلم متى نمت ولكن عند استيقاظي كنت عدت إلى غرفتي فى الجناح داخل القصر، ارتدى ملابس نومي ، ولا يوجد أحد بالغرفه معى ، على الرغم من انى اشعر بوجوده وأشم رائحته ،حاولت الجلوس ولكن شعرت بالم فى جميع أنحاء جسدى وكأن جميع أضلعى محطمة ، تحاملت على الألم ونهضت كي أتوجه الى المرحاض ، وفى طريقى نظرت إلي المرايا ، لاحظت اختلاف مظهرى، فقد أصبح شعري طويل يصل الى اخر ظهري ، كما ان جسدي أصبح بشكل رياضى، اقتربت من المرايا وأنا أتسائل
"كيف ومتى نمى شعرى هكذا؟ كم من الوقت قد نمت"
" ها هي الاميرة النائمة قد استيقظت اخيرا "
" متى دخلت الغرفه؟ انا لم اشعر بك "
" انا لم اكن بالخارج ، كنت أجلس هناك بجوار الفراش لكن انت لم تنظري باتجاهي "
" كنت اشعر بوجودك واشم رائحتك ،لكنى اعتقدت اني أحلم ، كم من الوقت قد نمت ؟"
" ثلاث أشهر قمرية "
"ماذا ، ثلاثة شهور "
" تعالي اجلسي الى جوارى وسوف أقص عليك ما حدث"
ذهبت وجلست بجواره على أريكة التى توجد فى زاوية بالغرفة، فجذبني الي صدره وضم جسدي وقال
" هنا مكانك دائما بين ذراعي، يا اغلى ما املك، ما حدث هو انك غبتى فى نوم عميق بعد ان طبعت فى دمك من دمى لم اشاء ان اثقل عليك خاصة انك كنت مازلت مريضة تركتك ونمت الى جوارك، فى صباح اليوم الثاني باحتفال زواجنا ، لم تستيقظي وجن جنونى على أطباء المملكة، ولكنهم قالوا ان جسدك يحتاج إلي وقت طويل كي يتقبل التغيرات التى ستجرى له يسبب سريان دمائي به ، وهم لم يحسبوا لهذا حساب ، لأن لا أحد كان يعلم انكي هجين ( اى مختلطة الدم ) وما جعل الامر اكثر تعقيدا عندما علمت من السيدة ديانا ، ان والدتك اميرة السحره أيضا كانت هجين ، ولهذا السبب نمتي ثلاث أشهر ، لم افارق أنا الغرفة بهم إلا للضرورة القصوى وهي إدارة المملكة
نظرت له بحب ولم اصدقه انه كان يهتم بى ولم يتركتى لذلك قلت
" لم تتركنى إلا لإدارة المملكة فقط"
"كيف لى ان اترك يا رفيقتى، و الان تجهزى وسوف أخبر الخدم بتحضير الطعام في الحديقة الخلفية للقصر، هل تحبى أن اطلب من الخادمة ان تأتى تساعدك "
" لا ، لا أحتاج أحد، شكرا لك"
نهضت من جواره بعد أن قبلني بدفئ ثم توجهت إلى المرحاض وأنا أشعر بتحسن بينما هو غادر الغرفة ، بعد نصف ساعة خرجت من الغرفة التي وجدت على بابها حارسان ، وخادمتي ماتيلدا تجلس أمام الغرفة و عما راتنى نهضت وقالت
" صباح الخير ، سوف نذهب من هذا الاتجاه "
" صباح الخير ، لماذا تجلسين هنا ؟ ،لماذا لم تجلسي بالداخل ؟"
" لا يجوز أن أدخل الغرفة دون أذن ، و أجلس هنا لان هذا عملي وهو رعايتك وخدمتك"
" سوف انسى ما قلته أنت للتو ،لكن المرة القادمة تدخلين الغرفة عندما لا يكن الملك بها "
"لك هذا يا سيدتى "
تحركنا سويا حتى وصلت الى ابواب الحديقة وعند وصولي كان فيكتور يقف بجوار سلة من الورود يسقيها ، عندما شعر بى استدار إلي مبتسما ، ثم اقترب منى و أمسك يدى، لنجلس سويا على طاولة قد أعدت وسط دائرة من الورود، وقبل أن نجلس التهم شفتاي بقبلة قويه ثم همس
" ماذا فعلت بى ،لا استطيع تحمل بعادك عنى لبضع ثواني "
قالت كارولين لنفسها "لا استطيع ان انكر ان وجوده بجواري يبعث بداخلي الأمان، أجل اكتشفت انه رغم مظهره الجد والقاسي أنه رومانسي ولكن لازال قلبى خائف ان يذهب ويختفي كما فعلوا أهلى بالماضي ، لكن كيف لى ان أرفض قبلاته او أنهى تعلقي به الذي يزداد مع الوقت "