ملكة المستذئبين
رواية ملكة المستذئبين بقلمى اسماء ندا  
الفصل الثالث 
(كارولين)
تململت هي بالفراش ثم تحدثت بداخلها الى الذئب الكامن فى داخل عقلها ، أشعر منذ فترة بالسعادة ، كأني بعالم أخر، لا يوجد به غيرى انا وعائلتى، أعلم أن هذا مجرد اوهام لانهم قتلوا منذ زمن ، ولكن حتى اذا كان خيال ،فأنا سعيدة لأني أشتقت لهم، وبالرغم من عدم استطاعتي على فتح عيني ألا اننى كنت أشعر بشخص ما يقترب مني، شخص اشعر بالراحة معه ، أشعر بدفء يملأني رغم وحدتي، وما كان يهون على شعور الوحدة صوته الذي يدفعني كي استيقظ، شعورى اني مهمه فى حياة احدهم شعور مميز لم أشعر به منذ مقتل عائلتي.
كنت لا استطيع تحريك جسدي و كان عقلي ما بين الوعى واللاوعى ، ما اتذكره اني دخلت إلى الغابة السوداء فقط ، بدأ الألم يزداد رويدا رويدا، وشعرت بضيق فى التنفس ، ثم سمعت صوت يأتي من بعيد ، ينادي أسمى ، حاولت الانتباه للصوت كي أعلم من هو ،ولكن لم أتعرف عليه ،ثم رأيت نور ضعيف يقوى مع الوقت ، بدأت أرى أشخاص بالقرب منى ، أشخاص لم أراهم من قبل ، شعرت بالخوف ولكن صوته الذى صدح بأسمى جعلني أهدأ قليلا ، بحثت عن صاحب الصوت من حولي ، رأيت رجل قوى الجسد ، طويل ، وسيم يقترب بوجهه من وجهي ، ثم بدأ يهمس
" رفيقتي ، هل استيقظت ، عيناك رائعة الجمال ،هل يمكن أن تنظري لى "
لم استطع الاجابه فقط اكتفيت بالابتسامة له ،ولكنه أعاد طلبه مني ولكن هذه المرة طلب ان اتحدث
" رجاءا، قولى شيئا "
" أين أنا ؟ من أنت ؟ "
" انت في القصر الخاص بي ، وأنا ملك المستذئبين ، يا رفيقتي"
"ملك المستذئبين ، رفيقتك ، اعتقد أني لا زلت أحلم"
همست كوكي ( الذئب) بداخلها " لا، انت يقظة، وهذا هو من أنقذنا ، هذا هو رفيقى "
قال فيكتور "سوف اترك الخادمات يساعدوك فى تبديل ملابسك ، ثم نتحدث بعد قليل "
نظرت حولي بعد أن خرج من الغرفه ومعه مجموعة من الرجال ، ودخلت مجموعة فتيات يحملن ملابس و طعام ،اقتربت فتاة منى وحاولت مساعدتي على النهوض قلت لها
" كم يوم كنت نائمة به ، اعتقد يومان أو ثلاثة "
ضحكت الفتيات كما لو أنى فعلت جريمة ما ، أجل بالفعل انا فعلت جريمة عند دخولى الغابة السوداء ، ثم اجابت احداهم
" لقد كنت نائمة ما يقارب شهر بالكامل الان ، يا سيدتي "
اقتربت باقى الفتيات ثم وضعن الطعام أمامي ، بدأت أكل بنهم لانى بالفعل كنت أشعر بجوع شديد، انهيت طعامى بالكامل فى نصف ساعة، ثم نهضت و بدلت ملابسي وأنا اشعر بألم يتصاعد بداخلى ولكنه ليس مثل كل مرة يكسر لى أضلع ، هذه المرة الالم فى قلبى يشبه الم سكين يقطع به، ولكني تحاملت علي نفسي ثم خرجت خلف الفتيات الاتى أخذوني الى خارج القصر حيث حديقة كبيرة مليئه بالزهور ، كان هناك طاولة مستديرة بالقرب من ارجوحة بيضاء و كان هذا الشخص الوسيم يجلس على مقعد بجوار الأرجوحة ،وهو يمسك كتاب يقرأ به ، لكنه التفت ونظر عندما شعر بى ثم نهض مسرعا وامسك بيدي وساعدني على الجلوس فوق الأرجوحة، قلت له
"هل من الممكن الآن أن تخبرني لماذا أنا هنا و كيف ؟ "
قال فيكتور " لقد وجدتك داخل الغابة المظلمة، وقد كان هناك أحد مخلوقات مصاصى الدماء قد أصابك بجروح عميقة، ثم اخذتك الى قبيلتك وتم بدء علاجك هناك وبعدها أمرت بنقلك إلى هنا "
قالت كارولين " شكرا لك، هل يمكنني أن أعود إلى منزلي الان و لا حاجة لتلك العملية"
فيكتور " إلى أين تعودي ، لقد أصبح هذا القصر هو منزلك يا رفيقتي "
قالت كارولين فى نفسها بسخرية "ما الذي يقوله هذا الأخرق ، هل يعتقد انى سوف اكون عشيقته "
همست كوكى بداخلها "أيتها الغبية أنه رفيقنا "
تجاهلت كارولين همس كوكي وقالت "كيف أكون رفيقة ملك المستذئبين وانا فقيرة وضعيفة وليس لى عائله "
قال فيكتور "تعلمين جيدا ان قانون القلب لدى المستذئبين ، نحن لا نختار من نحب هذا مقدر علينا "
قالت كارولين "لا، لا أقبل بهذا، يمكنك ان ترفضني كرفيقة لك ، ارجوك ان تفعل"
همست كوكى "تبا لقد سمعت زمجرة غضب منه الآن" وقبل أن أتحدث قال هو
"اعطيني سبب واحد يجعلني أرفضك ك رفيقة لى"
قالت كارولين " حسنا ، هل ملك المستذئبين يتقبل وجود رفيقه ضعيفة بجانبه، لا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها فكيف تصبح ملكة"
قال فيكتور " اسمعيني جيدا ، ما يقدر لى رفقته لا اتخلى عنه أبدا، ثم من قال أنك ضعيفة، قد تكونى اقوى من الجميع بعلمك وقوة شفائك السريعة، لهذا جهزى نفسك للزواج منى اليوم وقريبا تكونى ملكة المستذئبين "
غضبت كثير وتحدثت الى كوكى بعقلها وقالت
"ما هذا هل يأمرني لأنه ملك، ولكن قلبى يرفرف من السعادة وبالطبع انت يا ذئبتي سعيده، لكن برغم من هذا ، أخبرته
" أتمنى أن لا تغضب، لكن انا لا استطيع التعايش مع أحد …"
قطع فيكتور حديثها بغضب يحاول اخفاءه وقال "اعلم أن الأمر مفاجئ لك، ولكن هل قوانين طبيعية المستذئبين أخطأت يوما "
قالت كارولين "معك حق ،لا استطيع انكار ذلك ، لكني احتاج بعض الوقت للتعرف عليك "
قال فيكتور " اتمنى ان كان لدينا وقت يكفى، لكن لا أستطيع أن أغامر بحياتك، سوف نتزوج الآن و نتظر التتويج بعد فترة "
فكرت فى نفسي (هل يعني انه يتزوجني لينقذ حياتي من موت مؤكد، انه لرجل نبيل ولكن ماذا إن لم اشعر انه رفيقي) ثم قلت له
"شكرا لك ، ولكن ماذا إن شعرت أنك لست رفيقى فيما بعد"
فيكتور فى نفسه (( يومها سوف احبسك فى قصرى للأبد )) لكنه أجاب عليها قائلا
" وقتها نستطيع أن نفترق ، لك هذا "
قالت كوكى " انه رائع جدا ، لا تخافى كارولين "
كارولين تحدثة الى الذئب داخلها " اتفق معك، واتمنى ان يظل هكذا "
احابتها كوكى " انا أثق انه سوف يظل هكذا "
احابتها كارولين "بالطبع لأن ذئبة رفيقك ، أليس كذلك"
قالت كوكى " اتمنى ان التقي به سريعا"
قالت كارولين "يمكنك ان تحلمي بذلك يا كوكي، انا لن اتحول ثانيا فى وقت قريب لن اتحمل تكسير ضلوعى وانا مريضه هكذا"
قالت كوكي بمزاح " هذه مشكلتك وليست مشكلتى"
اجابتها كارولين " ذئبة خائنة"
ضحكت كوكى وقالت " بل عاشقه "
لاحظ فيكتور سرحان كارولين فقال " أين ذهبت بعقلك ؟ "
انتبهت كارولين وقالت " لم أذهب بعيدا، فقط كنت افكر بما قلته"
قال فيكتور مبتسما" اذا يمكنك العودة إلى غرفتك كي تجهزين لحضور حفل صغير نعلن به عن زواجنا بعد ساعات من الان"
قالت كارولين " اعتقد ان ذلك سريعا جدا "
قال فيكتور " الأطباء قالوا ان السرعه فى صالحك انت "
قالت كارولين " ألن تندم بعد ذلك ان لم أكن حقا رفيقتك ويكون شعورك خطأ"
قال فيكتور" انا على يقين من صحة اختياري ولن اندم ابدا"
نهضت عائدة اتجاه غرفتى ، لكن بعد وصولي تذكرت انى لا املك هنا اغراضي الشخصيه ، قلت لنفسي
"ان كان حقا رفيقى فسوف استطيع التواصل. معه عن طريق التفكير "
لهذا فكرت فى نداءه و ركزت تفكيرى على تخيل شكله وبدات اتحدث كما اتحدث الى ذئبتى
" اذا كنت حقا رفيقى فسوف تسمعنى ، انا بحاجة اليك هل تستطيع ان تأتى هنا ؟ "
لا اصدق ما حدث ، لقد حضر إلى الغرفة فى اقل من دقيقة وقال
" قد وصلنى ندائك ، ماذا تحتاجين ؟"
" بما انى سوف احيا هنا ، فأنا بحاجة إلى أغراض تخصنى من بيتى القديم"
قال فيكتور '" حسنا سوف اجعل الحرس ينقلوا جميع أغراضك الى هنا"
ابتسم لى ثم مد يده وامسك يدى بحنان و أكمل حديثه " هل حقا كنتي تقيمين بمفردك فى المنطقة الشمالية"
قالت كارولين " اجل ، انا ليس لى عائلة "
قال فيكتور "أين عائلتك ؟"
قالت كارولين " لقد ماتوا منذ ثلاثة سنوات"
قال فيكتور " اسف لهذا، لكن كيف حدث ذلك "
قالت كارولين " أن تذكر الأمر يؤلمني ، و لا أستطيع التحدث عن ذلك رجاءا"
قال فيكتور " انا ايضا، والداي متوفيان منذ أربع سنوات، لذلك اشعر بحزنك، وقت ما تستطيعي التحدث عن ذلك الامر ، انا هنا سوف اسمعك "
قال كارولين " حسنا ايها الملك "
قال فيكتور " زوجتى، لا يجب أن تنادينى بهذا "
قالت كارولين " إذا بماذا أناديك ؟ "
قال فيكتور " يمكنك فقط قول اسمي ، فيكتور "
ضحكت كارولين وقالت " فيكتور ، اريد أن أسالك شئ "
" تفضلى "
" بالماضى، لم اكن استطع التحكم بقدراتي، ولكن اليوم استطعت أن أستخدم قدرة التخاطر معك فهل لك فكرة لماذا ؟"
" انت رفيقتى وكان لزاما علي ان اضع علامة ملكيتي عليك حتى لا يتعدى ذئب آخر مكانى وقد رحبت الذيبة بداخلك على ذلك "
همست كارولين "خائنه "
اجابتها كوكى "مجرد قبلة يا فتاة كي لا تموتين واموت معك"
قال فيكتور "اتركك مع الذيب داخلك تتحاورين بحريه"
قالت كارولين بتعجب " كيف لك ان تعلم انى اتحدث معها"
قال فيكتور " انا رفيقك، ونحن نشترك فى الكثير ولكن انت لا تعلمين ذلك بعد"
