google.com, pub-6802150628270214, DIRECT, f08c47fec0942fa0 نبوءة الغفران بقلم فهد محمود الفصل الثالث
أخر الاخبار

نبوءة الغفران بقلم فهد محمود الفصل الثالث

 نبوءة الغفران 

نبوءة الغفران بقلم فهد محمود الفصل الثالث

نبوءة الغفران بقلم فهد محمود
 الفصل الثالث 


وسط دوي الانفجارات وانهيار الجدران، شق "راكان" و"نورا" طريقهما للخروج من مقر الظل. كان الهروب معركة بحد ذاته، وكل خطوة تخطوها قد تكون الأخيرة. 


"نورا" وهي تلهث: 


"مين الشخص ده؟ إزاي كان عارف إننا هنوصله؟"


"راكان" بنبرة مفعمة بالغضب والشك: 


"الشخص ده أخطر مما تخيلنا. لكن اللي واضح أكتر إن في حد مننا كان بيبلغه بتحركاتنا."


توقفت نورا فجأة، ووضعت يدها على كتفه. 


"نورا" بقلق: 


"إنت بتشك في مين؟"


"راكان" بنظرة حادة: 


"ما فيش وقت للشكوك دلوقتي. لازم نرجع ونجمع باقي الخيوط قبل ما يتحرك خطوة تانية."


---


عند عودتهم إلى مخبئهم المؤقت في أطراف الغابة، وجدوا فارس ينتظرهم. كانت نظراته مشحونة بالقلق، لكنه حافظ على هدوء مصطنع. 


"فارس" بلهجة مريبة: 


"إيه اللي حصل؟ سمعت انفجارات. هل وصلتوا لحاجة؟"


"راكان" وهو يتفحصه: 


"وصلنا، بس المكان كان فخ. الزعيم كان مستني وصولنا."


"فارس" باندهاش مصطنع: 


"مستني؟ يعني في حد خانكم؟"


---


بينما كانوا يتناقشون، لاحظت نورا ورقة موضوعة على طاولة بالقرب من المدخل. كانت الورقة مليئة بالرموز والشفرات، وعليها ختم يشبه الغراب الأسود. 


"نورا" بذهول: 


"الورقة دي... مش ممكن! دي من نفس نوع الرسائل اللي لاقيناها قبل كده في مواقع الجرائم."


"راكان" بحدة: 


"دي مش مجرد رسالة. دي دليل على إن حد مننا بيتواصل معاهم."


بدأ الشك يتسلل بوضوح إلى أعين الجميع، وخصوصاً بين فارس وراكان.


في الليل، تسللت نورا بعيداً عن المخبأ وهي تحمل الرسالة. قررت أن تحاول فك شفرتها بنفسها. لجأت إلى كوخ صغير في أطراف الغابة كانت تستخدمه لإخفاء أوراقها المهمة. 


وبعد ساعات من العمل، نجحت في كشف جزء من الرسالة:

"الخطة الثانية تبدأ عند اكتمال الهلال. استعدوا للانتقال إلى المرحلة النهائية. لا تدعوا الشكوك تفسد اللعبة." 


شعرت نورا بالخوف والارتباك. هل هي جزء من لعبة أكبر؟ وهل يمكن أن تثق في أي شخص بعد الآن؟


---


في تلك الأثناء، كان فارس يتحدث مع شخص غامض في زاوية مظلمة من الغابة. 


"فارس" بهمس: 


"الليلة كانت كارثية. تقريباً شكوا فيا."


"الشخص الغامض" بنبرة هادئة لكنها تهديدية: 


"لو فقدت ثقتهم، هتبقى نهاية دورك. تذكر، أنت مجرد وسيلة."


كشف هذا الحوار أن فارس ليس بريئاً كما يدّعي، لكنه أيضاً ليس زعيم اللعبة.


---


مع اقتراب موعد اكتمال الهلال، بدأ التوتر يتصاعد. كان "راكان" يشعر أن كل خطوة يتخذها تقوده إلى كمين جديد، بينما "نورا" بدأت تتساءل عن دورها في كل هذا. 


"نورا" بصوت خافت لنفسها: 


"لو كانوا عارفين أكتر مما يجب... ليه أنا لسه عايشة؟"


وفي لحظة حاسمة، قررت أن تواجه راكان بالحقيقة التي اكتشفتها في الرسالة. 


"نورا" بجدية: 


"راكان، في شيء لازم تعرفه. الرسالة اللي لقيناها مش مجرد صدفة. الظل عارف إننا بنقرب أكتر من اللازم، وهم مش هيسمحوا لينا نوصل للحقيقة بسهولة."


---


على ضوء القمر المكتمل، وقف "راكان" و"نورا" أمام خريطة ضخمة تشير إلى مواقع جديدة للهجمات المستقبلية. كان عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيواجهون الخطر مباشرة أو سيحاولون كشف المؤامرة من الداخل. 


"راكان" بحزم: 


"الظلام اللي حوالينا مش هيمنعنا من كشف الحقيقة. بس الثمن ممكن يكون غالي."


"نورا" بنبرة مليئة بالإصرار: 


"لو كان ده هو الثمن لإنهاء الكابوس ده، فأنا مستعدة أدفعه."


---


وسط العاصفة التي اجتاحت المخبأ، تصاعد التوتر بين أعضاء المجموعة. كان كل شخص يرى الآخر كمشتبه به، والخوف من الخيانة أصبح الشبح الذي يطاردهم جميعاً.


في صباح اليوم التالي، اختفى "فارس" بشكل غامض. ترك خلفه سلاحه وزيه المعتاد، لكن ملاحظته الأخيرة على الحائط، المكتوبة بالدم، أضافت المزيد من الغموض:

"لا تثقوا في القريب قبل البعيد." 


"عمار" بغضب: 


"ده تأكيد إنه كان خاين. اختفى قبل ما نواجهه بالدليل."


"نورا": 


"لكن لو كان خاين، ليه يسيب ملاحظة زي دي؟ ممكن يكون الشخص اللي خان هو حد تاني، و"فارس" كان ضحية."


"راكان" وهو ينظر للملاحظة بتمعن: 


"مفيش حاجة أكيدة. بس الملاحظة دي موجهة لحد معين، مش لينا كلنا."


---


بينما كانوا يحاولون تحليل ما حدث، بدأ الانشقاق يتعمق. 


"عمار" بنبرة اتهام: 


"إحنا كده مش هنكمل. لازم حد يقودنا ونقرر مين نثق فيه."


"نورا": 


"مش وقت القيادة دلوقتي، إحنا لازم نركز على حل اللغز."


"راكان" بهدوء: 


"لو فضلنا نتخانق، مش هنقدر نكمل خطوة واحدة. "عمار"، لو عندك خطة أفضل، قدمها."


"عمار" بتحدٍ: 


"خطة؟ الخطة بسيطة. اللي شاف حاجة أو عرف حاجة يتكلم. واللي يحاول يخبي، يبقى هو المشتبه الأول."


هذه الكلمات أشعلت النار بين الجميع، حيث بدأ كل شخص يشك في الآخر.


---


في تلك الليلة، وبعد أن هدأت النفوس قليلاً، عثر "نورا" و"راكان" على دفتر قديم بين الأوراق التي أخذوها من المخبأ الأول. كان الدفتر يحتوي على رسائل قديمة من شخص مجهول يدعى "المنذر"، تتحدث عن تشكيل شبكة الظل وأهدافها. 


إحدى الرسائل:

"حينما تتحول الثقة إلى سلاح، يصبح الجميع عدوك. من هنا تبدأ السيطرة." 


"نورا" وهي تقرأ الرسائل: 


"الشبكة دي مش مجرد عصابة. دي منظمة بتخطط لكل حاجة بدقة، وبتعرف كل تفاصيلنا."


"راكان": 


"ولو الظل بيفكر بالطريقة دي، يبقى إحنا مجرد أحجار شطرنج في لعبته."


---


مع تصاعد الأحداث، بدأت علاقة "راكان" و"نورا" تتوتر بسبب الاختلاف في طرق التفكير. 


"نورا" بغضب: 


"كل مرة تحاول تكون القائد، بتعرضنا للخطر. أنا مش مضطرة أسمع كلامك طول الوقت."


"راكان" بهدوء جاف: 


"وأنا مش مضطر أشرح قراراتي. لو مش عاجبك، ممكن تمشي وتتصرفي لوحدك."


هذه الكلمات كانت بمثابة شرارة انفجار صغير بينهما، حيث قررت "نورا" أن تعمل بشكل منفصل، وتبدأ في البحث عن الحقيقة بنفسها.


بينما كانت "نورا" تتحرك بمفردها، وجدت نفسها محاصرة في أحد الأنفاق القديمة. كانت الأنفاس الثقيلة تسمع خلفها، وصوت خطوات يقترب ببطء. 


"الظل" بنبرة هادئة ومرعبة: 


"الجرأة شيء جميل... لكنها أحياناً قاتلة."


حاولت "نورا" الهروب، لكن الطريق كان مسدوداً. وفي لحظة انعدام الخيارات، ظهر "راكان" بشكل غير متوقع، مسلحاً ومستعداً للقتال. 


"راكان" بصوت حازم: 


"لو كنت فاكر إنك تقدر تاخدها بسهولة، يبقى أنت مش فاهم أنا مين."


اندلعت معركة شرسة في النفق. كان الظل يتحرك كالشبح، يهاجم ويختفي في الظلام. لكن "راكان" و"نورا"، رغم خلافاتهما، عملا معاً لهزيمته. 


في النهاية، أصيب الظل بجرح عميق لكنه تمكن من الهروب، تاركاً وراءه رسالة جديدة:

"كلما اقتربتم، زادت الخسائر. لا تبحثوا عن النور في الظلام."


---


عاد "راكان" و"نورا" إلى المخبأ، وقد بدأت الشكوك بينهما تتبدد قليلاً. لكن الرسالة الجديدة جعلتهما يدركان أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. 


"راكان": 


"الظل عارف كل خطوة بنعملها. لو ما وقفناش نخطط صح، هنبقى كلنا ضحايا."


"نورا" بنبرة حازمة: 


"ومين قال إني ناوية أخسر؟ دي مش نهايتي، يا راكان. دي بدايتي."


--- 


يتبع..

#بقلم_فهد_محمود

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-